وجهت لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية “رسالة الى المسؤولين في هذا الوطن” جاء فيها:”بعد سنوات عدة من الدراسة وتحمل أعباء الغربة، حصلت على الدكتوراه من إحدى الجامعات في فرنسا وذلك بدرجة مشرف جدا مع تنويه لجنة التحكيم. لقد رفضت البقاء هنالك أو في أي بلد آخر لأنني قررت العودة إلى وطني الحبيب لأكون في خدمة أبنائه. انتقدني الكثيرون على أنني أضعت فرصا مغرية للعمل في الخارج وقالوا لي لماذا تعود إلى وطن لا نعرف فيه إلى أين نحن ذاهبون. لكل هؤلاء كان جوابي ولا يزال إذا فكرنا بهذا الأسلوب جميعا فمن يبقى في الوطن! هل من واجب المواطن أن يسعى إلى تحسين الأوضاع في وطنه أم أن يرحل ويهاجر!”
وتابعت:”لذلك عدت وكلني أمل أن أكون احد المساهمين في بناء الوطن مع قناعتي التامة أن أهم أسس هذا البناء هو بناء الإنسان قبل الحجر وذلك يبدأ قبل أي شيء داخل الصروح التربوية كافة وليس خارجها.تعاقدت مع الجامعة اللبنانية منذ عودتي وهي الجامعة التي تخرجت منها وانأ فخور بانتمائي إليها طالبا ومن ثم أستاذا.لكن من المؤسف القول ان الإهمال المزمن للجامعة اللبنانية لم يقتصر فقط على المباني الجامعية والتجهيزات المخبرية وغير ذلك بل شمل أيضا أوضاع الأساتذة أنفسهم”.
اضافت:”وجدت نفسي أقدم كل ما هو مطلوب مني كأستاذ وفي المقابل لا احصل على أدنى الحقوق والسبب المؤلم هو انه لا يوجد أي مبرر أكاديمي لحرماني من حقي في التفرغ، يعني باختصار، لا يوجد أي سبب سوى سياسة الإهمال والتهميش المتبعة منذ سنوات طويلة.هل من المعقول أن أستاذا جامعيا ليس لديه أي ضمان صحي أو راتب شهري ويقبض راتبه كل سنتين! كيف لهذا الأستاذ أن يكون في ذروة عطائه وإنتاجيته طالما انه هو بذاته لا يوجد عنده أي استقرار وظيفي ونفسي لأنه يشعر بأنه مظلوم ومهدورة حقوقه”!
وختمت:”لكل هذه الأسباب أطلق الصرخة اليوم، صرخة المعاناة لأناشد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب ورئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين لأقول انصفونا قبل أن يخسرنا الوطن ونهاجر خوفا من ألا نعيش بكرامة في وطننا. انصفوا الجامعة اللبنانية التي هي الواجهة الحضارية لهذا الوطن. لقد طال الانتظار تحت وطأة المعاناة اليومية ونحن نناضل لنحصل على حق مشروع في التفرغ لنؤمن لعائلاتنا حياة كريمة”.