أنت تتناول الكحول إذن أنت منفتح
أنت تعدد النساء وتتمادى في العلاقات إذن أنت منفتح
أنتِ كاسية عارية إذن أنت منفتحة
أنت فتاة مستقلة عن ذويها لا تسمح لهما شخصيتك التدخل بأمورك الخاصة ومراقبة سلوكك إذن أنت منفتحة
أنت شاب يزعجك طلب من والدتك أو أمر من والدك وتتباهى بأن يكون صوتك أكثر ارتفاعاً من صوتيهما وتفتخر بمعارضتهما خصوصاً أمام الناس إذن أنت منفتح
أنت امرأة ترفض أن تسأل أين وكيف ومتى؟ ممنوع على الآخر أن يسألك عن خصوصياتك، تعودين في وقت متأخر دون حسبان، متذرعة بحقوق المرأة ومساواتها إذن أنت منفتحة.
أي انفتاح هذا الذي نتكلم عنه؟ بات للإنفتاح وجوه عديدة، إما هي ذات مفهوم خاطىء، أو كل يفسره على مزاجه.فكل السلوكيات التي ذكرت آنفاً لها وجه مختلف تماما وبعيد كل البعد عن الإنفتاح. فما هو الإنفتاح برأي الأغلبية؟ هل هو انفتاح على ارتكاب الأخطاء، أم على العق والجحود،أم على الفوضى وعدم الإنضباط؟ وهل الإنفتاح الحقيقي هو فوضى وفساد، فتتحول الحياة إلى غابة كل فيها أسد بما يريد، أم هو الحرية المطلقة غير المدروسة؟؟؟.
ليس نبياً، ولا مشرعاً، ولا منزهاً من ينتقد هذه الآفات. لكن ما المانع أن نعترف بأنها أخطاء، وليست مدعاة فخر واعتزاز.
– ما من حق أحد أن يحاسبك لمَ تشرب الخمرولمَ ولمَ ولمَ…؟ فالحساب بين العبد وربه.لكن، لتعترف بينك وبين نفسك أنه عادة وإدمان، ولو كان حلاً لمشكل أو استطباب لداء أو تفريج للكروب، لما حرّمه سبحانه وتعالى، ولوصفه أطباء الصحة والنفس. وكلنا ندرك أن السيد المسيح أوصى بالتخفيف منه- لكثرة انتشاره أوانها، وسيطرته على العقول والنفوس، فلم يكن من الصواب النهي عنه بصورة قاطعة- تاركاً للرسول صلى الله عليه وسلّم إكمال الرسالة بلوغاً للنهي عنه. فاشرب ما شئت: هذه حريتك الشخصية ما دامت لا تتعارض وحرية الآخرين، وما دمت قادراً على ضبط نفسك والحفاظ على توازنك، لكن لا يعني هذا، كما يسود عند الأغلبية من أنك إنسان حضاري منفتح، فالحضارة تنبع من الداخل ولا ترتشف من كأس، وكم من حضارة ضاعت بعد كأس!.
-الراهبة تعتز بثوبها،والمتدينة تحمي جسدها من أعين مرضى النفوس،فليس ثوبك مقياس حضارتك.كوني صادقة،جريئة،واعترفي أنه مجرد موضة،أو نوع من اللباس اعتدته يناسب مقاييس جسدك،وذوقك الخاص؛لكن الإنفتاح لم يخرج يوماً من فتحة فستان،ولكم ضاع بين شقوق الملابس.
-الأديان جميعا والتي هي بمثابة نظام يسيّر الحياة، ويؤمن صلاحها وسلامتها، أمرت ببر الوالدين”فلا تقل لهما أفٍ””ولا تنهرهما””واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”. فلا تخجلي أيتها الفتاة من الإفصاح عن النزول لأوامر ذويك وطاعتهما. أما سألت نفسك يوماً:لمَ أستشر صديقتي وأناقشها،وأقتنع بآرائها؟ أولم تسألي نفسك في ذات الوقت متى ستنقلب علي هذه الصديقة وترميني للهلاك؟ وهل يا ترى هي ذات رأي صائب أم أنها أكثر منك حاجة للنصح والإرشاد. وربما أيضا تسعى لتضليلك وضياعك.
– وأنت أيها الشاب! مهما كبرت لن تكبر فوق والديك، ولا يجدر بك تقدير جهودهما وتعبهما بالتعالي عليهما. لا ينتقص من قدرك إن افتخرت بطاعتك بدل أن تتباهى بتمردك، وإلا فإنك تجني احتقار الآخرين، وانتقادهم لشخصية ضعيفة مكونة من العق والتمرد.
– وأخيراً، لا تخجلي أيتها المرأة أن تقولي أن زوجك يعرف أين أنت،وأنك استأذنته بالإنصراف،أو أعلمته مجرد إعلام. وهنا للرجل دور كبير في ممارسة هكذا تصرف؛ دور أكرر ما ذكرته في مقالات سابقة، على أنه مبني على نضجه ووعيه وشخصيته الذكيه وعمق إدراكه وفهمه لدقائق الأمور والتي يستطع من خلالها الوصول مع المرأة إلى أن تشاركه وتشركه في كل صغيرةٍ وكبيرة، ومبني أيضاً على مدى ارتباطها به لتستطع أن تدرك أنه صديق وليس سجان.
وفي النهاية: فإن بعدنا عن الدين،وعن فهمه بحقيقته هو الذي يجعل منا أكثر وقوعاً في الخطأ. فلو أننا استطعنا أن ندرك أنه نظام، ووعي، ونضج لعرفنا أنه هو الحضارة بحد ذاتها.
هنيدة نافع