“تحية الى عبد الوهاب” أمسية طربية أمضاها الطرابلسيون مع فرقة “نهوند” اللبنانية بقيادة الفنان نهاد عقيقي وشاركه في الغناء الفنان إيلي رزق الله الذي استحضر من الذاكرة الفنية الاغاني الخالدة للفنان محمد عبد الوهاب فتألق في أدائه الرائع لتلك الاغاني وذلك في إطار مهرجانات طرابلس الدولية التي تنظمها جمعية طرابلس السياحية.. شارك في الحضور نخبة من المثقفين و”السميعة” الذين تفاعلوا مع آداء الفرقة غناءً وعزفاً.
بعد عزف مقطوعة كلاسيكية للفرقة أطل رزق الله بأغنية “لا مش أنا اللي أبكي” تلتها أغنية “كان أجمل يوم”، ليدهش الجمهور بأداء قلّ نظيره في أغنية” أنا لك على طول”، وزاد حماس التصفيق لأغنية “يا مسافر وحدك”، أما أغنية “سهرت منه الليالي” فمن شدة ولع الجمهور بها طلبوا من الفنان اعادة انشادها مرة أخرى..
تألفت الفرقة من 7 عازفين جميعهم من أساتذة المعهد الوطني العالي للموسيقى وبعضهم أعضاء في الأوركسترا الوطنية الشرقية وشاركوا مع العديد من الفنانين اللبنانيين المبدعين في أعمالهم في لبنان والخارج.
سحر أيام زمان لف المكان باحياء التراث الموسيقي العربي الأصيل، وأغاني عبد الوهاب حملت الجمهور الى عالم ألف ليلة وليلة، عالم بات بعيدا وغريبا عن مجتمعنا بعد سيطرت الموسيقى الغربية بكل تشعباتها لدرجة حجبها الفن العربي الاصيل الذي أصبح غريباً في مجتمع يتغرب، لكن رغم ذلك تكمنت هذه الفرقة من استعادة ألق هذا الفن الاصيل عبر تأثيره على الاطفال المرافقين لأهاليهم فصفقوا بحماس لأغنية “خايف أقول” وأغنية “على بالي” وختامها كان مسكاً ودلالة على تعلق العربي بأرضه وما تنبته من سنابل القمح مع أغنية “القمح”…
الفنان إيلي رزق الله الذي شارك باحياء مهرجانات عديدة أعرب “للبناء” عن سر تعلقه بالفن العربي الأصيل، وقال: درست أصول الفن في معهد الكونسرفتوار، وتعلقت مشدوها بفن الفنان محمد عبد الوهاب ومن شدة اعجابه به تمرنت على أداء مجموعة كبيرة من أغانيه.. كما أعرب رزق الله عن اعجابه بالطربلسيين الذين يقدرون الفنان والفن وبدا ذلك من خلال تواصلهم مع الفنان.. وأعلن رزق الله عن اصداره ألبوماً يضم مجموعة من أغانيه من ألحان الفنان زياد سحاب ويقول رزق الله: قصدت من هذا ألبوم حث الجيل الجديد للعودة الى الطرب الاصيل..
قائد الفرقة الموسيقية نهاد عقيقي قال: أن الطرابلسيين من أجمل الجماهير التي تقدر الفن العربي الطربي، وعندما شاهدنا ما شاهدناه من جمهور يقدر الفن الاصيل أصبح لدينا أمل في تغيير موجة الانحطاط التي تجتاح الفن والسياسة والبيئة…
مدير معهد الكونسرفتوار في طرابلس علي الصايغ قال: الحفلة كانت رائعة بكل معانيها، من الحضور المميز الذي انسجم مع الاغاني، واعتبر أننا اليوم بحاجة الى هذا النوع من الحفلات الموسيقية التي تعيدنا الى الذات.
منسقة مهرجانات طرابلس الدولية الدكتورة هند الصوفي قالت: هذه الموسيقى الكلاسيكية لها جمهورها لذلك ينبغي علينا تطويرها ليتعرف شبابنا على تراث وقواعد الفن الاصيلة.
ولفتت الصوفي أن كل بلدان العالم تحافظ على التراث ومزجه بالاغاني الحديثة، مشيرة الى أهمية مدرسة الفنان محمد عبد الوهاب التي باتت مدرسة فنية برمتها..