بيت ملات تلك البلدة الواقعة في وسط الجومة والتي ترتفع عن سطح البحر 550 مترا، تعتبر من أكبر البلدات العكارية، حيث تبلغ مساحتها حوالي 300 هكتار.
يبلغ عدد سكان هذه البلدة حوالي 9000 نسمة، لكن عدد القاطنين لا يتعدى المئات نظرا للهجرة الكثيفة التي شهدتها البلدة على مدى عقود من الزمن.
اليوم بدأت الحياة تعود الى هذه البلدة، التي هجرها سكانها خلال الحرب الاهلية السيئة الذكر، اليوم تعيش حالة نهضة عمرانية جديدة ممزوجة بعبق التاريخ، مع احياء تراث البلدة وعاداتها وتقاليدها على يدي رئيسها الشاب البير رفيق الحاج ابن الرئيس السابق للبلدية الذي سبق أن انجز الكثير من المشاريع التي اسست للمرحلة الراهنة التي يتلمسها المواطن نهضة ناشطة على مختلف المستويات.
رغم ما شهدته البلدة ما تزال كنيسة مار سمعان العمودي الاثرية وكنيسة مار يوسف شاهدتان على كل المراحل التي مرت بها بيت ملات.
“صدى عكار” جالت في البلدة التي بدت كأنها الحاضن والجامع لكل البلدات المجاورة، وها هو رئيس بلديتها ألبير الحاج يسعى الى اخراج القرار الذي قضى بانشاء قلم للنفوس في منطقة الجومة الى حيز التنفيذ رغم مرور اكثر من سنة على صدوره كي يخفف من معاناة المواطنين اليومية ولتكون بلدته محطة لكل البلدات المجاورة وقد منح طابقا كاملا من مبنى البلدية كي يكون مقرا لنفوس الجومة.
رئيس بلدية بيت ملات ألبير الحاج يؤكد من مقر البلدية، هذا المبنى الذي يعتبر ملكا لكل اهالي البلدة ان مجلس بلديته اول عمل قام به بعد تسلمه مهام البلدية هو عملية ترميم شاملة وواسعة للمبنى الأثري الذي كان مقرا لمدرسة الراهبات منذ اوائل القرن الماضي ويضم المبنى الفسيح: مقر البلدية ونادي رياضي واجنحة للجمعيات الاهلية، اضافة الى تخصيص قلم للنفوس خاصة وان المشروع صدر مؤخرا في الجريدة الرسمية وينص على: مشروع يرمي الى احداث قلم نفوس في بلدة ملات ـ قضاء عكار، وتحديد ملاكه.
وتحدث الحاج عن اجواء البلدة حاليا معتبرا “انها الافضل منذ سنوات، خاصة بعد خوض معركة انتخابات البلدية اتي فازت بنتيجتها لائحتنا التي تضم اضافة الى رئيسها، انطوان خوري نائبا للرئيس، سايد الراسي، جرجس الصيفي، انطونيوس الحاج، ريمون سلوم، وليد الحاج، طوني توما، انطوانيت سركيس، برناديت شاهين، جنيفر ليون، وسعيد عبد المسيح. ومختاران للبلدة هما: سمعان جرجس نادر، وجورج ساسين سمعان.”
وتحدث الحاج عن معاناة البلدة بسبب الهجرة التي بقيت متواصلة حتى بعد الحرب الاهلية، فأمل” ان تعود بيت ملات كما كانت لكل ابنائها، خاصة وانها تتمتع بطبيعة خلابة بحكم موقعها الجغرافي الهام، وابناء البلدة يسعون حاليا الى تحويلها بلدة سياحية تستقطب السواح من كل لبنان وخارجه.”
الحاجات الانمائية
وشرح الحاج حاجات البلدة الانمائية قائلا:” تحتاج البلدة الى تنفيذ مشروع صرف صحي، لكن هذا المشروع غير قادرة بلديتنا بامكانياتها المتواضعة تنفيذه، وقال ان اتحاد بلديات الجومة وضع عام 1998 دراسة حول امكانية تنفيذ مشروع الصرف الصحي والمشروع ما يزال موجود في ادراج وزارة الطاقة حتى هذه الساعة، ونستغرب عدم اقرار تنفيذه.”
وأكد الحاج ” ان البلدية ساهمت في استحداث اول مركز للجيش اللبناني في البلدة حيث تحولت المدرسة القديمة الى نقطة للجيش اللبناني. ويعتبر هذا الانجاز مهم من الناحية الاقتصادية مما يساهم بحركة البيع والشراء في البلدة وتوفير اجواء الامن والاطمئنان”
وتطرق الى المشاريع الانمائية بالقول:” قدمنا دراسة شاملة الى وزارة الاشغال تنص على ترميم البلدة لتصبح بلدة نموذجية وموقعا للاصطياف مهما، ايضا وضعنا ولاول مرة شجرة العيد عند مدخل البلدة، وتميزت بزينة براقة ولافتة، واعتبرت هذه الشجرة رسالة مهمة خاصة بعد غياب كل اشكال الاحتفالات بالاعياد الدينية.”
ايضا يقول الحاج قامت البلدية باستحداث ناد رياضي تابع للبلدية يضم قاعة واسعة مجهزة بكافة الوسائل الرياضية وهي مخصصة لكل شباب البلدة مجانا.
كما رعت البلدية عدة نشاطات واحتفالات اجتماعية ورياضية وتربوية، وكان لافتا ترميم مقر البلدية الحالي. وتم شراء مولد كهربائي يستفيد منه كافة ابناء البلدة، بهبة من اهالي المكسيك.
وقال انه تم تمديد قساطل لمشاريع الري الزراعية خاصة في الاراضي الزراعية، وبئر ارتوازي للري وذلك على نفقة جمعية المكسيك الجمعية الداعمة للبلدة خاصة أن في المكسيك جالية كبرى من اهالي بيت ملات الى درجة انهم انشأوا هناك مدينة تحمل الاسم عينه.
يوجد في البلدة ثلاثة ينابيع لكنها غير صالحة للشرب، ايضا تم وضع اشارات مرور عند كل مفارق البلدة، وسلات مهملات للنفايات، اضافة الى عدد من المقاعد الخشبية للاستراحة، واعتبرت هذه الخطوات بالمهمة كونها الاولى من نوعها في عكار.
وقال الحاج ان البلدية عملت على اعادة تأهيل الحديقة العامة، مع انشاء اماكن مخصصة للزوار، في عدة زوايا من الحديقة. اضافة الى وجود عدد من المطاعم السياحية.
ويفكر الحاج حاليا بمشروع انمائي للبلدة، حيث يعد مشروع كامل يهتم بترميم البلدة بحجارة مزينة ليصار الى تسجيلها في وزارة السياحة على انها بلدة سياحية، بهدف استقطاب اكبر شريحة واسعة من السواح، وهي بالمفهوم العام تعتبر سياحية بيئية.
وسيتم قريبا تنفيذ مشروع عند مدخل البلدة مع انشاء ارصفة باتجاه بلدة تكريت وصولا الى بلدة العيون. مع اقامة مستديرة في وسط البلدة، الهدف من هذه المشاريع اظهار البلدة على انها ما زالت موجودة على الخارطة العكارية وهي في قلب منطقة الجومة التي تضم 17 بلدة.
وتشتهر بيت ملات بزراعة اللوز والكرمة.
ويوجد مدرسة الراهبات التي تعتبر من اعرق المدارس على مستوى عكار، اضافة الى مستوصف طبي يفتح ابوابه امام المرضى مرتين كل اسبوع، اضافة الى مركز للارشاد السياحي، وحاليا البلدية تقوم باطلاق مركز معلوماتية يستفيد منه كل ابناء البلدة.