شكل مهرجان تدشين مقر المطرانية الارثوذكسية في بينو مناسبة مميزة جمعت الفسيفساء السياسية اللبنانية بكل اطيافها وكان الجامع المشترك لهذه الفسيفساء الذي التقت حوله كل هذه الاطياف عصام فارس الذي نجح بجمع هذه القوى على تمايزها واختلافها حيث أعتبرت المناسبة الجامعة نموذجا يمكن الاقتداء به وتعميمه على الساحة اللبنانية لإنهاء حالة الشرذمة والخلافات القائمة في شرخ عامودي صارخ قل نظيره منذ سنين طويلة.
ورأت الاوساط السياسية والفاعليات انه ورغم ان المناسبة هي تدشين مقر ديني انما هو مقر جامع شامل انما في مضمونها كانت مناسبة جمعت تحت مظلة عصام فارس القوى السياسية والحزبية والاجتماعية على اختلاف تناقضاتها في تجسيد لنهج فارس الذي يحرص عليه في ترسيخه نهجا لإعتدال المواقف ووسطية تصون كل القوى الحية العاملة في سبيل البلاد كل حسب وجهة نظره وتجعل من الإختلاف مادة دسمة توظف في الانماء والتوحد والنهوض بالمجتمع .
نجل فارس نجاد لم يحد في كلمته عن هذا النهج الموغل في انماء عكار والنهوض بها وبالوطن .
فبرعاية وبركة راعي ابرشية عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس منصور تم مساء امس الاول افتتاح المقر الجديد لأبرشية عكار الارثوذكسية وتوابعها في بلدة بينو الممول من نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس الذي مثله في الافتتاح نجله نجاد.
حضر الاحتفال محافظ الشمال ناصيف قالوش ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب نضال طعمة ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، عمر حمزة ممثلا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، والنواب اسطفان الدويهي، خالد زهرمان، رياض رحال ، هادي حبيش، خضر حبيب.
من الوزراء والنواب السابقين الشيخ مخايل ضاهر ، يعقوب الصراف، وجيه البعريني.
الدكتور حوزيف شهدا ممثلا العماد ميشال عون.
و محمود الحسن ممثلا النائب اسعد حردان.
كما حضر عميد السلك القنصلي في لبنان جوزيف حبيس وقنصل البرازيل الفخري شكري المكاري.
ومن الامنين حضر: العقيد غسان فاضل ممثلا قائد الجيش، العميد خالد علم الدين ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، العميد ميلاد تولاني ممثلا مدير عام امن الدولة.
من الروحيين: الشبخ بشير عبد القادر ممثلا مفتي عكار الدكتور اسامة الرفاعي، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، عضو الجلس الاعلى للطائفة العلوية الشيخ حسن حامد.
رئيس دير البلمند المطران غطاس هزيم ، المونسينيور يوسف جبور ممثلا المطران جورج بوجودة.
الى حشد كبير من سياسيين وروحيين ورؤساء بلديات ومخاتير حاليين وسابقين وممثلين لجمعيات ثقافية واجتماعية وكشفية وحشد كبير من ابناء منطقة الجومة وعكار والشمال ومن القسم السوري من الابرشية.
بداية النشيد الوطني اللبناني كلمة ترحيب من العريف الاحتفال جورج رزق وجه فيها الشكر للسيدة هلا عقيلة دولة الرئيس فارس على اهتمامها واشرافها على تنظيم هذا الاحتفال.
ثم بارك المتروبوليت منصورالاحتفال.
بعده القى الاب نايف اسطفان قصيدة من وحي المناسبة
خالد البحري
نائب رئيس اتحاد بلديات الجومة خالد بحري القى كلمة الاتحاد رحب فيها بمطرانية الروم الارثوذكس في بينو، هذه البلدة التي باتت بفعل انجازات دولة الرئيس عصام فارس محورا للتفاعل الاجتماعي والثقافي والديني”.
اضاف:” نحن نرى في وجود المطرانية تكريما جديدا، لمنطقتنا، خصوصا اننا خبرنا راعيها سيادة المتروبوليت باسيليوس منصورالذي اثبت بممارسته انه مطران لكل عكار”.
البحري رحب بنجاد فارس قائلا:”واننا نرحب بوجود الاستاذ نجاد فارس بيننا، لأننا ما اجتمعنا يوما مع دولة الرئيس او احد افراد عائلته الا وكان الخير ثالثنا، والان هذا الحضور يبعث فينا الامل ان مسيرة الانماء التي اطلقها دولته، واثمرت في منطقتنا جامعة وطرقات وصروحا بلدية واجتماعية ودينية، لازالت تؤكد جضور عكار على ساحة التنمية بما يليق باهلها وتضحياتهم ويعوض حرمانهم المزمن وغيابهم عن خريطة الانماء الرسمي”.
وناشد البحري فارس عبر نجله نجاد “العودة الى الوطن الذي احب وسخرمن اجله كل امكاناته المادية والمعنوية… واكد حضوره في المحافل الدولية وذلك لتفعيل حضورمنطقتنا السياسي والانمائي واخراج جميع المشاريع التي اعدها لعكارحين كان في سدة المسؤولية من جوارير الاهمال المتعمد”.
بعد ذلك قدمت جوقة البلمند باقة من التراتيل البيزنطية.
المتروبوليت باسيليوس منصور
ثم القى المتروبوليت باسيليوس منصور كلمة، جاء فيها:” أيها الآباء والأعزاء القادمون من القسم السوري من الأبرشية إن حضوركم كريم وعزيز وخصوصاً لما يمثله ويرمز إليه من وحدة هذه الديار وشعوبها. هذه الوحدة التي بتنا نفتقدها في مجالات عديدة لا بل في كل المجالات حتى بالنسبة للوحدة الشخصيّة. وارتباطنا معاً يشكل رداً قوياً وصارخاً وصادقاً في وجه أكاذيب التاريخ وأضاليل صنائعه وصناع أضالليه. ولن تسلم بلادنا من المخططات الجديدة إلا بوعي الناس فيها والتحامهم وتضامنهم لمصلحة بلدانهم ليكونوا صفاً واحداً في وجه كل يد غادرة ومخططٍ استعماري. والاستعمار يأتينا في هذه الأيام بألف لبوس ولبوس”.
تابع:”أيها السيد العزيز نجاد عصام فارس حضوركم بيننا يزيدنا فرحاً وسروراً وألف شكر لك نحملها مع خالص أدعيتنا وتمنياتنا بأن يهب الرب الاله كل الصالحات لكم وللوالد الذي عصمنا من كلِّ حاجة وعوز ليس نحن فقط بل ولكل عكار ورفعها حتى صار الصيت نجدٍ. إن وجودكم بيننا اليوم. بما تمثلون من قيم عزيزة وكبيرة سمعنا بها ونسمع عنها إما بوسائل الإعلام أو من القادمين من أطراف الدنيا وأصقاعها البعيدة. ولمكرماتكم هذه تنالون الأوسمة من أعلى المستويات حتى صدق القول فيكم ما هذا الشبل إلا من ذلك الأسد والدكم الذي حصد بمنجل الخير الأوسمة كما يحصد القمح في مواسم الحصاد. وكما هو هكذا أنت لا تنسى لبنان بل تحمله معك على أعلى المستويات وفي ذهنك هدف أن ترفعه وتضعه في مستوى من أعلى المستويات. لقد صار همه وهمُّ سلمه وسلامته يأكلان معك في كل غداة وظهيرة وعشية. إنه حاضر في أعمالكم وأفكاركم وقلوبكم وأنتم بعيدون عنه جغرافياً. غيركم بالرغم من أنًّه يقطن فيه يتمتع بمائه وهوائه وخيراته أفكارهم ومخططاتهم وقلوبهم وأذهانهم مشتته عنه وليس له منهم إلا ما لا يجوز ذكره في هكذا مقام”.
مصور اعتبران عكار صارت بوجه الخصوص، تعرف بعصام فارس كما تعرف بجبلها وسهلها والغابات العذراء التي تكلل هامات قممها. لقد ضرب جذور محبته عميقاً في التاريخ فصار قديم الأيام كطائر الفينيق وسفن الفينيقيين وصار سمفونية وأبجدية في العطاء تعزف ما يخطه فتسرُّ الأمم.
إنّهُ يوقف الزمن ويعود بنا إلى تلك الأيام التي كان العطاء مكرمة وموقف لا تجارة ولا ابتغاء مصالح. يعود بنا إلى الأيام التي كان الإنسان فيها يقف إلى جانب الإنسان وكلٌّ منهما وصيّة محبة خطها الله بيمينه على صفحات الضمائر لتكوِّن كتباً مفعمة بالبركات.
اضاف:”وإن كان فخر الدين قد سجّلَ للبنان صفحات مجيدة في تاريخه لكنه أخطاء في بعض المواقف فما كان عليه أن يهدم القصور والقلاع ولا دير عربايا ومطرانية عكار لأجل كلمة قيلت وكرامة شخصيّة جرحت بكلام هزل. أما والدكم فقد صار فخر الإيمان وفخر كل المحبين والخيِّرين. لقد ملك قلوب الناس وصنع منها بمحبته ومكرماته خزائن ذكر له مليئة بالافتخار لشخصه وبشخصه وإذا كان الدين معاملة وأخلاق فهو كله معاملة وأخلاق وكله إيمان وتواضع ولكنه كله حزم وهمة وعزم. فقد أعاد للقلوب الكثير من الجمالات التي فقدتها بالحرب وللمكان ما نزفه من جمال هشَّمته الهمجيّة”.
تابع المتروبوليت منصور قائلا:”لقد ظهرت أقوى من قادة كثيرين فتحوا بلاداً وأخضعوا شعوباً. ولكن كم من الفاتحين كرههم الناس وتمنوا رحيلهم. أما أنت يا دولة الرئيس عصام فارس فقد افتتحت للمحبة مدناً يكره الناس فيها رحيلك عنهم وبعدك ويدعون الله أن تعود إليهم لأنك صرت الوطن والمرفأ الأمين والطمأنينة”..
وتوجه الى اهل بينوبقوله:” إلى أهل بينو الأعزاء مسلمين ومسيحيين. هذه المطرانية التي قدمها دولة الرئيس عصام فارس كواحدة من مئات الأبنية التي قدمها في أماكن عديدة. سيكون لها دور المطرانيات الخمس الأخرى المنتشرة بين بلدات الأبرشية في قسميها كاملة الصلاحيّة تؤدي الخدمة للكل, كما غيرها في كل الأمكنة، ستكون المطرانية الجديدة صرحاً إيمانياً وعروبياً وطنياً كما كانت كنيستنا دائماً في طليعة الوطنيين والمخلصين للبنان وللشرق وشعوبهما، وسأكون الجار الذي لن يزعج أحداً, لا في ذهابي ولا في إيابي. وسأتخذها مقراً لأتفرّغ لعملي بكل ما وكًّلني الله به”.
نجاد عصام فارس
كلمة دولة الرئيس عصام فارس القاها نجله نجاد وجاء فيها:”
أشعر بفرح عارم وارتياح كبير وأنا أرى هذا الصرح الأسقفي قد تمّ إنجازه في بينو معبداً لله وبيتاً للإيمان والمحبة وابتهالاً الى الله ليحفظ هذه الأبرشية ويوفّر لأبنائها العيش الكريم والحياة الصالحة، وإني على يقين بأن هذا المقر الذي يحاكي مسجد البلدة، سيكون، بإذنه تعالى، عنواناً للأخوة والوحدة والتآلف، ببركة سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الكلي الإحترام.
ولأننا بالقدر الذي نقترب من الله نبتعد عن الطائفية والتعصب والتطرف وكلها آفات تعصف بمجتمعنا وتهدد مقوّماته، وعكار هي، قولاً وفعلاً، مثالُ للحياة الواحدة بين اللبنانيين في ظل التنوع والانفتاح والسماح واحترام الآخر”.
اضاف :”وكم يسعدني أن يكون موقع المطرانية بالقرب من جامعة البلمند التي قدّرني الله (والكلام لدولته)أن أبني بعضاً من فروعها في هذه المنطقة الغالية التي لها علينا جميعاً واجب الحب والعرفان والوفاء، وما أجمل أن يجتمع العلم والإيمان على أرض عكار وتحت سماء لبنان”..
تابع فارس قائلا:” لقد قضت الظروف أن أكون بعيداً عنكم جغرافياً، ولكنكم تعلمون أن عكار وهمومها وحاجاتها لا تبارحني وان أهلي في عكار هم على الدوام في عقلي وقلبي ووجداني، لكم تحياتي وكل الحب والتقدير”.
فارس تناول الازضاع السياسية في البلاد قائلا:”
لا ينقذ لبنان إلا الولاء والإنماء: الولاء الكامل والإنماء المتكامل وخصوصاً في ظل الأزمة الحكومية التي تعيشها البلاد وفي وسط الرياح والعواصف التي تهب على المنطقة مما يستدعي دائما” دعوة كل القيادات اللبنانية الى فعل المستحيل للتلاقي حول مصلحة لبنان العليا من أجل أن يبقى هذا الوطن لنا ولأجيالنا المقبلة، الوطن الذي نفاخر بالإنتماء إليه”..
بعد ذلك سلم المتروبوليت الى نجاد فارس ايقونة تذكارية الى دولة الرئيس عصام فارس، كما قدم كاهن رعية بينو ايقونة حب وتقدير الى المتروبوليت باسم الرعية.
ثم قص المتروبوليت منصور ونجاد فارس شريط الافتتاح وازاحا الستارة و عن اللوحة التذكارية
فجولة في اقسام المبنى الجديد ثم تقبل منصور وفارس التهاني بالمناسبة.