نظمت قاعة الشمال في مركز الصفدي الثقافي لقاءً فكرياً حول كتاب “شعراء من الأرجنتين” دعت إليه سفارة جمهورية الأرجنتين في لبنان بحضور سفيرها السيد خوسيه غوتياريز ماكسويل، ومؤسسة الصفدي بحضور مديرها العام السيد رياض علم الدين. واللقاء الذي شارك فيه محقق الكتاب الشاعر الأرجنتيني ذو الجذور اللبنانية من يحشوش الكسروانية ادغاردو زوين والشاعرة اللبنانية صباح زوين التي نقلت قصائد الكتاب إلى العربية، شكل محطة من محطات اختصار المسافات التي لا أحد يقدر على إلغائها إلا من خلال الحوار الثقافي بين الحضارات. وقد حضر اللقاء قنصل الأرجنتين في لبنان بيدرو كزافييه ألشورون، مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور عاطف عطية، وحشد من المهتمين.
ووفقاً للسفير ماكسويل، تكمن فكرة الكتاب الذي صدر عن “دار نلسن”، بأن تبلغ قصائد الشعراء الأرجنتينيين المدرجين في الكتاب، كل من لا يمكنه أن يتعرف إليها عبر وسائل أخرى سوى الترجمة. فلا يُقصد هنا القارئ اللبناني فحسب، بل أيضاً قراء بقية البلدان العربية، علّ الكتاب يشكل خطوة إضافية في عملية التقارب بين الشعوب، والاكتشاف المتبادل للثروات الأدبية لكل منها.
وقال: “إن كلا الشاعرين يتشاركان مزيج الدم الأرجنتيني واللبناني الذي يجري في العروق، وعلى الرغم من حقيقة أنهما لم يعرفا بعضهما البعض، فقد تمكنا من جمع هذا الكتاب الذي نفخر بتقديمه اليوم، وهو عبارة عن مختارات من قصائد ثلاثين كاتباً أرجنتينياً، ترجم إلى اللغة العربية. وأضاف: نحن نؤمن بأن الثقافة هي واحدة من أهم المجالات المطروحة لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء علاقات الصداقة والانسجام بين الناس، وهذه خطوة صغيرة تساهم في تعزيز التكامل الثقافي بين بلدينا، وأنا واثق بأننا سنواصل مع مشاريع أدبية أخرى في المستقبل القريب.
ثم تحدث الشاعر ادغاردو زوين بالإسبانية، تساعده الشاعرة صباح زوين على الترجمة إلى العربية، فشرح فكرة صدور الكتاب والمزج بين لبنان والأرجنتين وأشار إلى أن هذه المجموعة من الشعراء ليست سوى جزء من المشهد العام والأوسع للشعر الأرجنتيني الراهن. وعبر عن فرحته لانها المرة الاولى التي يزور فيها لبنان، بلد أجداده الذين هاجروا إلى الأرجنتين مضطرين، حيث عاشوا وماتوا دون أن يتمكنوا من لقاء أقاربهم، “الأمر الذي جعلني بطريقة ما أحمل أمانيهم الغالية ألا وهي العودة إلى وطنهم وجذورهم”. ولفت إلى أن الكتاب يفيد كل من أراد البحث والتعمق في أدب الأرجنتين.
وختم موجهاً اقتراحاً إلى السلطات الحكومية في كلا البلدين، وإلى بلدان أخرى في المنطقة، وهو “أن تعمل على إنشاء مؤسسة تهتم بإنتاج وتبادل الثروات الثقافية والفنية”.
ثم قرأ للحضور قصيدة من تأليفه أرادها هدية إلى ميغيل سانشيز، أحد الذين اعتقلوا أيام الديكتاتورية في الأرجنتين، وحملت عنوان “لا شك في أنهم رأوا حلماً ما”، قبل أن يوقع كتابه للمشاركين.