أقام إتحاد بلديات الكورة غداء تكريميا لمفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مطعم “لا بيناد” في كوسبا امس، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائبين فريد حبيب ونقولا غصن، الوزير السابق الفضل شلق والمطرانين فرنسيس البيسري وجورج بو جودة، الاكساخورس اميل شحادة ممثلا المطران الياس قربان، محافظ بيروت والشمال ناصيف قالوش، قائمقام الكورة كاثرين الكفوري ورئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والقادة الأمنيين ورجال دين مسيحيين ومسلمين .
النشيد الوطني افتتاحا، ثم ألقى رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط كلمة أكد فيها “أن بيوت الكورة تعودت أن تكون بيتا واحدا، وأبناءها شخصا واحدا متنوعا متعددا مسلما ومسيحيا. قدرها أن تكون هكذا، وهي لا تريد لنفسها إلا أن تحيا هذا القدر بحب واعتزاز وفخر، وفي روح هذه الصيغة الوطنية الأدبية”.
اضاف: “الكورة تعودت أن تكون قلبا مفتوحا ويدا ممدودة لكل الذين يحفظون عهود الوفاء والصداقة، وهي تكبر بأهلها وزوارها.الكورة تحبك لأنك مستحق، فأنت سيد على قلوب المسيحيين مثلما أنت سيد على قلوب مواطنيك ورعاياك من المسلمين. يقولون، وهذا صحيح، إنك مفتي المسلمين في طرابلس والشمال، وأنا أقول مع الكثيرين الكثيرين، أنك مفتي اللبنانيين جميعا في هذا الشمال”.
أضاف: “الكورة تحبك يا صاحب السماحة لأنك وضعت نصب عينيك، منذ حملك الشرع الى سدة الإفتاء، أن تجعل الشمال ولاية للمحبة بدل ولايات الضغينة والإقتتال والتنافر والإنقسام بين اللبنانيين .
الكورة تحبك، لأنك تردم ما تردم من هاويات مرذولة بين أهلنا في طرابلس والكورة والضنية والمنية وعكار وزغرتا وبشري والبترون، وسوى ذلك من دساكر وقرى في شمالنا الحبيب”.
المفتي الشعار
ثم قدم العويط درعا تذكارية للمفتي الشعار الذي ألقى كلمة شكر فيها إتحاد البلديات وأبناء الكورة مؤكدا أنه ينطبق في عمله دائما وفق كلام البابا يوحنا بولس الثاني، الذي إعتبر أن لبنان هو بلد الرسالة، قائلا ان “فرادة لبنان يجب أن تعمم على كل بلدان العالم” .
وتابع: “العالم ينبغي أن يتقارب وأن يتآخى، وينبغي أن يسوده السلام والأمن وتتحقق فيه كرامة الإنسان. نحن في هذا الوطن لكل منا سماته الثلاث: إنه إنسان قبل كل شيء، وهو معتنق لدين ورسالة سماوية، ومنتسب الى وطن وكلنا لبنانيون.
هذه السمات الثلاث بينها، كما يقول المناطقة في علم المنطق، نوع من التداخل بل من التكامل بل من التجانس والتضامن. لا ننف على الإطلاق، ولا معارضة على الإطلاق أن يكون الإنسان مسلما أو مسيحيا وأن يكون مواطنا صالحا. هناك تناغم وإن كنت مسيحيا أو مسلما، عليك أن تكون لبنانيا صالحا، لأن الرسالتين تأمراننا بالحفاظ على أرض الوطن، وتأمراننا بأن نعقد معاهدة الإخاء بين أبناء الوطن أيا كان إنتماؤهم الديني وأيا كان إنتماؤهم المذهبي، لكن بشرط واحد، أن يشهد الإنسان دينا وأن يدرك المسلم كما المسيحي أن الدين جاء لحياة الإنسان ولتكريم الإنسان ولإمارة الأرض، فالأديان جاءت لتسعد البشرية ولتقدم الرسالات السماوية الخيرة للإنسان. أما أن تكون إنسانا ومواطنا لبنانيا وأنت مسلم أو مسيحي، فذلك يستدعي بعدا آخر، وهو أن الأخوة بيننا متعددة لتؤكد معنى آخر، لأننا نعود الى أب واحد وأم واحدة. كلكم لآدم وآدم من التراب “يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل، لتتعايشوا وليس لتتضاربوا ولا لتتآكلوا ولا لتتخاصموا بل لتتعاونوا، وبعد ذلك “إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” . دعوا الدين الى الخالق وتعاونوا في ما بينكم ولتنشأ بيننا أخوة الإنسانية وأخوة الوطن وأخوة رسالات السماء”.
أضاف: “قيمة هذا التكريم أنه في منطقة لا تشرف على الكورة فحسب، بل تشرف على كامل لبنان لأنها تتمتع بسعة الأفق وببعد المدارك وبعد النظر، وبذلك، ربما، أخاطب حضرة رئيس إتحاد البلديات بكلمة واحدة، ليس قدرنا أن نعيش مع بعضنا وإنما هو خيارنا ورغبتنا ومحبتنا. يكون الأمر قدرا إذا كنت كارها أو محبا له، لكن الأمر إذا كان خيارا لنا ورغبتنا فعند ذلك سنتعالى وسنحافظ على وحدة الوطن وعلى ما يطلق عليه علماء القانون الإنتظام العام . وفي لبنان الإنتظام يعني أن لبنان يعيش على جناحيه وعلى قاعدة سليمة، توازن بين فريقين من دون اعتبار للعدد أو العتاد.
المسلمون والمسيحيون هم لبنان ولا تقوم للبنان قائمة إلا إذا تمتع كلا الطرفين بكمال الحقوق والواجبات، وبالتطابق في الحقوق والواجبات يخرج لبنان معافى من كل علة ومن كل داء . نحن ينبغي أن نكون دعاة ثقافة ورواد فكر”.
ورأى ان “كلما اتسعت ثقافة المرء اتسعت مدارسهم وكلما اتسعت المدارس شعر الإنسان أنه مستوعب لغيره وأن غيره ليس بعيدا عنه، لكن الأمر يحتاج أن ننشر في مجتمعنا عنصر الثقافة والفكر ليحتضن كل منا أخاه ولنشعر أن سلامة الفرد لا تكون إلا بسلامة الوطن. وهذا مضمون الشعار الذي أعلناه وكرره أكثر من فريق سياسي “لبنان أولا .