بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID عبر منظمة الإغاثة الدولية Relief International، أنشأت “مؤسسة الصفدي” في مركزها الزراعي في دير دلوم – عكار، “مركز الممارسات الزراعية الجيدة”، الهادف إلى تقوية القدرات التقنية لمزارعي الخضار من خلال توعيتهم على الممارسات الزراعية الجيدة ومساعدتهم عبر تقديم مواد عينية (مصائد لاصقة ملونة، آلات لتسجيل الحرارة والرطوبة،…) تفيدهم في الوقاية من الأمراض، إضافة إلى هدف تعزيز الزراعة المستدامة من خلال الاستخدام الجيد للموارد الطبيعية في إنتاج الخضار عبر إدخال ممارسات سليمة بيئياً. ويعتبر المركز مرجعاً استشارياً للمزارعين، حيث يهتم فريقه التقني بمتابعة بيوتهم البلاستيكية المحمية، بصورة دورية، بغية إعطائهم النصائح والإرشادات اللازمة.
ويقول المهندس د. إيلي وهبه، منسق المشروع وأحد مسؤولي القطاع الزراعي في “مؤسسة الصفدي”، أن مركز الممارسات الزراعية الجيدة شهد منذ إنشائه، تنفيذ برامج تدريبية حول الإدارة المتكاملة للآفات واستخدام السماد العضوي بدلاً من الأسمدة الكيماوية، إضافة إلى المتابعة الدورية لأحد عشر بيتاً محمياً موزعين في عكار والمنية، من خلال تثبيت 22 آلة لرصد درجات الحرارة والرطوبة ومن خلال وضع 400 مصيدة لرصد حركة الحشرات.
ويضيف وهبه: “أضف إلى ذلك، فقد تم إنشاء وحدة تغليف وتوسيم المنتجات التي تساعد المزارعين على تسويق إنتاجهم من خلال تعليب الخضار والفاكهة، وغلقها بغلاف مطاطي ذو نوعية تساعد على حفظ المنتج طازجاً لوقت أطول، وتوسيمها بحيث تعكس جودة المنتج ومكوناته الغذائية”.
ويلفت المهندس وهبه، إلا أنه “لا يمكننا الجزم إذا كانت هذه الخدمة هي الأولى من نوعها في عكار، إلا أنه يمكننا القول أنها رائدة وتشكل أهمية للمزارعين، فهي تساعدهم على إيجاد أسواق محلية ذات قيمة مضافة، بما يؤدي إلى اكتساب المنتجات أسعاراً أعلى”.
وختم: “لقد ساهم هذا المركز في توطيد العلاقة بين المؤسسة والمزارعين في عكار، حيث لمس هؤلاء التغيير سواء في نوعية وكمية الإنتاج أو الإنخفاض في كلفة مكافحة الأمراض وبالتالي خفض كلفة الإنتاج”. ولم ينس توجيه الشكر إلى الجهة الممولة للمشروع.
أما المسؤول عن متابعة البيوت البلاستيكية المهندس وسيم طوروس، فقد أوضح “أن نتائج تحاليل التربة أظهرت إختلافاً بين المرحلة الأولى من المشروع والمرحلة الحالية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المزارعين الذين أبدوا كل تجاوب مع نصائحنا وإرشاداتنا في ورش العمل، إضافة إلى تطبيقهم ما اكتسبوه في حقولهم”.
ولفت إلى أنه تم تنظيم أربع ورش تناولت مواضيع: تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة في عكار، الاستعمال السليم للمبيدات الزراعية، الرسمدة، ومكافحة الأعشاب الضارة، حاضر فيها مهندسون زراعيون مختصون ويتمتعون بالخبرة والكفاءة في هذا المجال، وشارك فيها أكثر من 120 مزارعاً من عكار والجوار.