من كثرة شوقهم إلى إبن بلدتهم وفخر منطقتهم وعزّة بلدهم.. بادر أهالي بينو/ قبولا إلى دعوة إبن الرئيس عصام فارس الأوسط الشاب الواعد نجاد إلى لقاء محبة ووفاء ما برح أن تحوّل إلى عيد شعبي جامع. هم أرادوا من هذا اللقاء أولاً جمع الشمل حول كلمة صادقة صادرة عن قلب مشتاق ولقمة طيبة من صنع أيادي سيدات وصبايا البلدة.. تكريماً للأب العطوف والإبن البار. ومن كرّمك إنما كرّم ذاته أيضاً. خلال أيام دبّ الحماس في قلوب الكبار والصغار ونصبوا الخيمة وأضرموا النار في المواقد وعملت السواعد تحضيراً لإستقبال نجاد عصام فارس الذي أطلّ عليهم بهامته واثق الخطوة يمشي ملكاً وبوجهه النضر المشعّ المحب البسّام… حتى صحّ فيه القول ولو بتصرّف ” إنْ تنشدي فعكار موطني، وإن تنجدي إنّ الهوى نجاد”.
حظي الشاب نجاد بإستقبال يليق بأبيه لأن لا فرق بين الآب والإبن ما دام الشعب المؤمن بالخير والحق والجمال مسكوناً بالروح القدس مطهّر النفوس. إنتظرته الجماهير في الساحة التي تحمل إسم جدّه المغفور له ميخائيل فارس وسارت وراءه إلى ساحة الكنيسة التاريخية التي غصت بالناس المشتاقة لرؤية كل العائلة الكريمة، الرئيس عصام والسيدة هلا والأبناء ميشال ونجاد وفارس ونور “العيون”. لكن نجاد فاجأ الحضور بإصطحابه إبنته الجميلة الوديعة “سارة” إبنة الحسب والنسب لأنها في آن معاً حفيدة الجدين الأكرمين الرئيس عصام فارس وسفير لبنان السابق فخري صاغية إبن البلدة التي أعطت لبنان والعالم عدداً وفيراً من العلماء والمفكرين والقضاة والمحامين والأطباء والأدباء والمغتربين الناجحين خلال منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى أيامنا هذه.
رحّب بالضيف الكبير، العسكري المتقاعد جرجس توميّة زجّالاً وشاعراً، ورئيس بلدية بينو قبولا الناجح العميد المتقاعد جرجي وهبه، ومتروبوليت عكار وتوابعها للمسحيين الأرثوذكس باسيليوس منصور.. ليتوجّه كل منهم على طريقته ومن موقعه إلى دولة الرئيس المحبوب عصام فارس الغائب الحاضر أكثر من أي وقت مضى وإبنه الحبيب نجاد، بأسمى آيات الدعاء والشكر للعليّ القدير أن يحفظ هذه العائلة الكريمة وعكار ولبنان من غدرات هذه الأزمنة المقلقة. وإذ بنجاد يفاجئ الحضور بإلقائه كلمة مقتضبة مؤثرة تنضح بالصدق محبة لبلدته وأهلها الطيبين حتى دمعت العيون فرحاً بقدومه وأملاً بعودة الوالد المحبوب والعائلة الكريمة إلى ربوع الوطن الغالي في أقرب فرصة ممكنة.
تنفس الناس الصعداء وأصبح للمشرب نكهة أقوى وللمأكل طعم أنقى وألذ، ورقصت أغصان الزيتون وغنت الجداول والينابيع لحن السعادة التي يوفّرها هذا الرجل الكبير لكل من تقرّب منه وصاحبه. في هذا اللقاء المميّز يكتشف الناس المحبين المخلصين الأوفياء لعصام فارس ونهجه أن أهم إنجازاته هم أولاده الذين أخذوا عنه محبته للناس وتواضعه الكبير وتعلّقه بوطنه ووفائه لماضيه وتطلعاته الواعدة من أجل غدٍ أفضل يستحقه اللبنانيون بعد كل العذاب والألم والمرارة التي طغت على حياتهم ووجودهم خلال هذه العقود الأربعة الماضية.
بقلم فايز فارس