استضاف “النادي الثقافي “و” نادي الشباب ” في جامعة البلمند الفنان السوري دريد لحام في لقاء معه، بعنوان “تجسيد مفهوم التعايش من خلال الدراما العربية”، وذلك ضمن فعاليات معرض الكتاب السنوي، في “اوديتوريوم الحريري” شارك فيه نائب رئيس جامعة البلمند الدكتور ميشال النجار، وعميد كلية العلوم الدكتور جهاد عطية، واساتذة وطلاب الجامعة اضافة الى رئيس النادي الثقافي محمد صالح، ورئيس نادي الشباب جوليان بشور ومدعوين.
بداية النشيد الوطني، ثم نشيد الجامعة تبعه كلمة النادي الثقافي القتها نور يغمور قالت فيها: “من لبنان جسر العبور الى العالم العربي، كان موعد اللقاء، لقاء بين دمشق وبيروت، فيسطع نجم فجر جديد يدعى غوار، من لبنان التعايش، صلة الوطن العربي بالشرق وبوابته اللحصينة، الى دمشق، القلب النابض للوطن العربي، دمشق بإبنها البار الذي امتطى الحلم العربي، ولم يترك لنا سوى ضحكة على واقعنا”.
بعدها كلمة نادي الشباب القتها راوية عبد القادر لفتت فيها الى ان “لحام حمل رسالة الدراما العربية وسار بها على خشبات المسرح العربي وشاشاته حتى استحق ان يكون سفيرا للنوايا الحسنة، ولكنه عندما رأى ان النوايا لم تعد حسنة، وبدافع من الموقف والشعور الوطني، كانت الاستقالة”.
واستهل الفنان دريد لحام كلامه معلقا على عنوان اللقاء متوقفا عند “كلمة تعايش وهي العيش بالاكراه مع مصيبة في حين ان المطلوب العيش الواحد مع الجميع من دون تمييز بين الطوائف والمذاهب والتي يحاول دوما وابدا تجنب استعمال تعابير تشير اليها”.
ولفت الى ان “الانتماء المذهبي والطائفي ألغي عن الهوية السورية، والموضوع هذا لم يعتد منذ طفولته على سماعه والتمييز بين الناس على اساس انتماءاتهم، الا ان الطائفية والمذهبية عاد ت منذ سنوات تطل برأسها بسبب اثارتها من قبل دول همها تدمير اللحمة الوطنية”.
وقارن لحام بين “رجال الدين الحكماء والعلماء من جهة وبين من هم اصحاب مهنة في الدين وهم يجاهرون في خطبهم بالنصر للاسلام في حين ان المطلوب المجاهرة بالنصر للوطن والشعب على اسرائيل وليس على طوائف بعضنا البعض”.
وتمنى ان “تكون علاقتنا مع الله خاصة وعامودية لا يتدخل احد فيها والا اصبحت أفقية مدمرة ورفض استعمال تعبير حوارات الاديان لان التحاور لا يكون على الارادة الالهية”، واضاف: “انا عندما اسأل عن جنسيتي اجيب انني سوري من والدة لبنانية بقاعية من مشغرة ووطني الاول رحم امي والثاني سوريا، انما عندما اسأل عن طائفتي ارفض الاجابة لان في ذلك تدخلا في علاقتي مع ربي”.
ودعا اللبنانيين الى “الافتخار بوطنهم في ظل نشيد يقول كلنا للوطن، كما كلنا للاله الواحد”، واشار الى انه “انسان مؤمن جدا وليست متدينا، واقول لاولادي لا تبحثوا عن الله من حولكم انما في داخلكم”.
وختم بالقول: “الدين لله والوطن للجميع، وعلينا ان نتعلم من اميركا كلمة واحدة يقولونها وهي اللهم بارك اميركا”.
وتم نقاش بين الحضور والضيف حول دور الدراما العربية في تغيير الانظمة السياسية اليوم، ومما قاله: “ان الثورات التي اندلعت انطلاقا من تونس هي نتيجة مخزون كبير ساهم فيه الجميع، فنانون وسواهم وانا بدوري ساهمت مؤخرا عبر قصيدة وجهت فيها دعوة الى التحرير في مصر التي شبابها اليوم انتصروا على الخوف الرابض فيهم”.
وردا على سؤال تطرق الى “عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري وذكر سؤال احد الصقور منذ سنوات له: متى يرحل السوريون من لبنان ؟ فاجبته: “انا لست دريد طلاس حتى اجيبك”.
وشدد على “ان السوريين لن يخرجوا من لبنان حتى بعد ملايين من السنين كما ان اللبنانيين ايضا لن يخرجوا من سوريا بعد ملايين من السنين، لأن هناك علاقة رحم بين البلدين والعلاقات العائلية والاخوية تقفز فوق حواجز السياسيين”.
وسلم نائب رئيس الجامعة النجار درعا تقديرية للفنان لحام. وتخلل اللقاء عرض لقطات للضيف من اعماله الفنية المختلفة على شاشة كبيرة.