أعلن السيد أحمد الصفدي أن “ذكرى انتفاضة اللبنانيين في 14 آذار 2005، تطل في وقتٍ يعمل رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي على إخراج صيغةٍ حكوميةٍ تحفظ الوطن وتُواكب تطلعات الناس”.
وأضاف ممثلاً الوزير محمد الصفدي: “إن “إنتفاضة 14 آذار جاءت تعبيراً صارخاً عن رفض التسلّط من أي نوعٍ كان. فالناس الذين رفضوا الهيمنة على قرار الوطن في حينه لن يسمحوا اليوم لأحدٍ بأن يُهيمن على قرارهم باسم الطوائف والمذاهب. أما طرابلس، فكانت في طليعة مَن انتفضوا، وهي اليوم تنتفض على كل هيمنة أو تسلّط أو وصاية من أي نوع كان”. أضاف الصفدي: “نريد لطرابلس أن تعود منارة العِلمِ الأولى في شمالنا الحبيب. نريد لطرابلس أن تستعيد دورها الريادي على الصعد السياسية والتربوية والاجتماعية والثقافية والرياضية. ونحن واثقون بأن الحكومة المقبلة التي ترثُ حِملاً ثقيلاً، مصممةٌ على وضع هموم الناس وحاجاتهم الاجتماعية والمعيشية في أولوياتها، ولا سيما في طرابلس والشمال، التي تراكم عليها الإهمال والحرمان سنوات طويلة”.
كلام أحمد الصفدي جاء خلال حفل حاشد نظمته “مؤسسة الصفدي” لمناسبة عيد المعلم في “مركز الصفدي الثقافي”، بالتعاون مع الهيئة التعليمية في مدرسة النور الرسمية المختلطة-الميناء، حضره رئيس المنطقة التربوية في طرابلس والشمال الأستاذ حسام شحادة، مديرو مدارس وأساتذة ولجان أهل وإعلاميون.
وبعد نقله صدق التحية من الوزير الصفدي إلى المعلمين في عيدهم، قال أحمد الصفدي: “ليس من العدل أن يُضطرّ المعلمون للاحتجاج والتظاهر والإضراب لكي يحصّلوا حقوقهم. لا ينهض اقتصادٌ، ولا تتحقق تنميةٌ، ولا تقوم دولةٌ، من دون نظام تعليمي يرتكز على معلمٍ كفوءٍ مطمئنٍ لمعيشته، وبرنامجٍ تعليمي أساسه الجودة والنوعية من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الجامعية، ومبانٍ لائقة ومؤهلة، تلبي أدنى متطلبات التعليم الأساسية. هذه الأمور مجتمعة يحتاجها التعليم الرسمي الذي يشكل الحاضنة الكبرى للتلاميذ والطلاب في لبنان”. ولفت: “من هنا، يتوجب على المسؤولين في الحكومة كما في مجلس النواب أن يرفعوا قضية التعليم إلى المرتبة الأولى في سلّم الأولويات وأن يقتنعوا بأن الشباب هم مستقبل الوطن، وصمام الأمان لاستقراره وازدهاره”. معتبراً أن “تطوير التعليم وزيادة قدرات المعلمين ورفع مستوى معيشتهم وبناء المدارس الحديثة، يستلزم تخصيص الموازنة الكافية لذلك، فالإنفاق الذكيُّ في سبيل التعليم هو استثمارٌ في الإنسان الذي يشكل ثروة لبنان الأولى، بدل أن يُنفق المال العام إسترضاءً للأزلام والمحاسيب”.
أضاف الصفدي: “نحن في “مؤسسة الصفدي”، نؤمن بقضيتكم لأنها قضية حق. ولأننا نفهم الرسالة التربوية أنها قائمة على تأمين العلم، مفتاح العقل، والمنير لدروب أجيالنا الصاعدة، كان دعمنا الدائم والمستمر للتعليم الرسمي في طرابلس وكل الشمال، سواء من خلال دورات الدعم المدرسي، أو دورات التأهيل اللغوي، ومجالس الأهل… مستندين إلى رؤية تربوية تؤدي إلى تطوير القطاع التربوي والعمل على توفير المهارات والكفاءات الشبابية المتاحة، وهي كثيرة في مدينتنا طرابلس. وكلنا فخر بأن مدارسنا حافظت على رسالة التواصل بين فئات المجتمع، وزرعت في نفوس طلابها القيم الإنسانية الصحيحة”. وختم بتحية المعلمين في عيدهم مقدراً “الدور الكبير الذي تقومون به، فأنتم أصحاب رسالة لا أصحاب وظيفة”.
وقد تخلل الحفل برنامجاً طربياً مميزاً أحيته فرقة أمراء الطرب اللبنانية بقيادة الفنان حمادة الأمير.