أحيا الموسيقار اللبناني الكبير توفيق سكّر، آخر أفراد “عصبة الخمسة” التي ضمت إليه الراحلون المبدعون: زكي ناصيف، عاصي ومنصور الرحباني، وتوفيق الباشا. فقد رعت مؤسسة الصفدي حفل “كونشرتو الفولكلور اللبناني” الذي أحيته جوقتي توفيق سكر وسيدة لورد – غدير، بإدارة الموسيقار توفيق سكر، وإنشاد منفرد لكل من السوبرانو ماري بدران، والتينور شربل القاضي، ومرافقة نينا بختنصّر سكر على البيانو، ومشاركة كورالية لـ 32 شاباً وشابة من الجوقتين. وقد حضر الحفل حشد كبير من محبّي الفنان والمبدع توفيق سكر، وعشاق نمط الغناء الكورالي، في طرابلس والشمال.
الأمسية انطلقت بطريقة غير تقليدية، حيث أنشدت الجوقتان النشيد الوطني اللبناني على الطريقة الكورالية، ثم افتتحت ندى مطر الامسية باسم الجوقتين، وقالت: “الليلة جوقة سيدة لورد مع جوقة توفيق سكر وبمرافقة السيدة نينا بختنصّر سكر على البيانو، سيقدمون لنا أعمالاً مستوحاة من الفولكلور اللبناني والمشرقي، موزّعةً على أربع أصوات من تأليف الأستاذ توفيق سكر”.
ثم انطلقت الأمسية، فتضمنت في قسمها الأول غناء منفرد “شروقي وحدا”، “ميجانا وعتابا”، “معنّى وقِرّادي”، “يا حنيّنا”، “عاليادي”، و”زحلة”، لصاحبة الصوت الرخيم والمخملي الناعم ماري بدران، ومواكبة من الجوقتين، وغناء منفرد “على دلعونا” للتينور الشاب شربل قاضي، إضافة إلى غناء جماعي “بصارة براجة” انضم إليه كل من بدران وقاضي.
أما في القسم الثاني من الحفل، فقد غنت الجوقتين بإدارة توفيق سكر “بالذي أسكر” الذي افتتحته ماري بدران، وأغنيات “يا راعي الظِبا”، “لما بدا يتثنّى”، “عالأوف مَشعل”، “لعين الملقى”، “عالروزانا”، و”يا غزيّل”. وكان الختام مع أغنية “تحت الزيتونة” التي أهداها الموسيقار توفيق سكر إلى الجمهور الذي بدا مشدوداً وعلا تصفيقه تعبيراً عن حماسته وإعجابه.
توفيق سكر: آخر موسيقيي “عصبة الخمسة”
الموسيقار توفيق سكر، آخر موسيقيي “عصبة الخمسة”، من بشري، ولد في طرابلس وتلقى دورسه الموسيقية في لبنان، ثم تابع بتفوق في الكونسرفتوار الوطني العالي للموسيقى بباريس. بعد عودته إلى لبنان كرّس توفيق سكر كل وقته لتطوير الإرث الفني اللبناني الديني والفولكلوري. تسلم إدارة الكونسرفتوار الوطني للموسيقى في العام 1964 وساهم في تطوير البرامج المنهجية بقسميها الغربي والشرقي، ثم أسس الاوركسترا الوطنية لرفع مستوى الأداء الموسيقي في لبنان. تميزت أعماله بإدخال التمددية في الأصوات على الموسيقى اللبنانية والمشرقية المكتوبة على المقامات الشرقية…وساهم في تطوير عدد من الآلات الشرقية. من مؤلفي الموسيقى اللبنانية “الجدية”، ويعتبر الأكثر تمثيلاً وتفوقاً، فقد استطاع من خلال أعماله الموسيقية ومؤلفاته التوجه بالموسيقى التقليدية اللبنانية إلى النخبة.
اما جوقة سيدة لورد غادير، فقد اجتهدت منذ تأسيسها في العام 1999 على إنشاد مختلف الأنماط الموسيقية: الديني، الفولكلوري، الشرقي والغربي. قدمت حفلات في عدد كبير من المناطق اللبنانية والعربية. وفي العام 2005، تكرّس التعاون مع جوقة توفيق سكر مما ساهم في إغناء الجوقة، خاصة لناحية الإنشاد المتعدد الأصوات مع ربع صوت