اسفرت انتخابات نقابة المحامين في طرابلس عن فوز مرشح شبه الاجماع السياسي بسام الدايه نقيبا للمحامين وماري تريز القوال ( من تيار المرده ) عضو مجلس النقابة
التنافس بدا منذ الصباح انه حاد بين فريقين : فريق الاجماع السياسي على المرشح بسام الدايه، ولذي تالف من اجماع تيار الرئيس كرامي والوزير الصفدي ( الذي يعتبر الدايه مرشحه الرسمي ) وتيار الرئيس ميقاتي الى جانب المرده والتيار الوطني الحر والاحزاب الوطنية والقومية اضافة الى تيار المستقبل.
منافسه على منصب النقيب نواف المقدم مرشح قوى آذار لا سيما القوات اللبنانية وحركة الاستقلال( ميشال معوض ) وقد حظي المقدم بتأييد صارخ من 14 آذار في مواجهة الداية تصفية لحسابات سياسية باعتبار أن الدايه كان احد محامي آل كرامي في الدعوى على قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.
التنافس على العضوية كان بين مرشحة المردة والاجماع السياسي ماري تريز القوال ومرشح القوات اللبنانية و14 آذار سايد سعد.
حصد الدايه 621 صوتا من1143 صوتا يحق لهم الاقتراع في حصد منافسه نواف المقدم 420 صوتا.
الفائزة في العضوية ماري تريز القوال حصدت 610 اصوات بينما حصد سايد سعد 360 صوتا.
والملاحظ ان النقيب الجديد بسام الدايه المعروف تاريخيا بولائه لآل كرامي بينما في السنوات الاخيرة بات من المقربين من الوزير محمد الصفدي ونال تأييد قوى 8 آذار كافة الى جانب تيار المستقبل بما يشبه الاجماع الذي حصل في الانتخابات البلدية ، لكن هذا الاجماع اثار حفيظة بعض المنتمين الى تيار المستقبل وحفيظة آخرين أثارهم هذا الاجماع بما حقق عطفا للمرشح المنافس نواف المقدم الذي تمكن من حصد 420 صوتا.
مع الاشارة الى أن منصب النقيب في هذه الدورة هي للطائفة الاسلامية حسب العرف المتبع.
عملية الاقتراع انطلقت تمام الساعة العاشرة صباح امس وذلك بعد اجتماع الجمعية العمومية للمحامين في مقر النقابة برئاسة النقيب الحالي انطوان عيروت وانتهى التصويت حوالي الساعة الثانية ظهرا حيث صوت 1143 محاميا يحق لهم التصويت بعد تسديد النفقات النقابية والاشتراكات السنوية.
الديار رافقت العملية الانتخابية والتقت مرشحين وناخبين :
المرشح بسام الداية أكد ان المحامين دائما يقترعون بما يرونه مناسبا للنقابة، وهذا ما يؤكد على استقلالية نقابة المحامين دون غيرها. واعتبر ان التوافق عليه جاء نتيجة ان الكتل السياسية النقابية كل اهتماماتها مصلحة النقابة التي تقوم بدورها على صعيد الوطن ككل.
المحامية دلال سلهب رأت ان ما يجري في النقابة عرس حقيقي، وما نشاهده اليوم ان 1143 محاميا جاؤوا ليقتراعوا، هذا يعني ان كل المحامين يشاركون في هذه المعركة.
واعتبرت انه من الطبيعي ان يكون هناك تدخلات سياسية، وهنا تلعب الكتل دورها في الانتخابات حيث ينحازون لانتماءاتهم السياسية.. لكن هذه التدخلات لا تحسم خيارات المحامين..
المرشح نواف المقدم اعتبر ان المعركة الانتخابية ديمقراطية بامتياز، وما يجري اليوم يؤكد انه لا يوجد خصومة بل اخوة تتنافس فيما بينها على خدمة النقابة، ورأى ان الاجواء غير متشجنة بين المتنافسين وانه يتقبل النتيجة كيفما كانت ولمصلحة من تكون تصب في مصلحة النقابة.
لفت الى القوى السياسية في المدينة لديهم حرية الاختيار فيما يرونه مناسبا/ مؤكدا انه يؤكد قرارهم ويحترمه، لكنه بقي بعيدا عن هذه السجالات لذلك قرر عدم زيارة احد من قوى السياسية. لذلك يعتبر نفسه حرا في اتخاذ قراراته النقابية دون اي تدخلات من احد.
في الوقت الذي يرى فيه مقدم ان عددا كبيرا من المحامين يعملون سياسيا أكثر من العمل النقابي، مؤكدا ان النتيجة مهما كانت لمصلحته او لمصلحة بسام الداية فإنه اليوم سيكون موجودا في النقابة لانه لن يتخلى عنها بالرغم من انه متفائل جدا من النتائج.
المرشحة لمركز العضوية المحامية ماري تيريز القوال تقول ان النقابة تشهد عرسا نقابيا بامتياز. واعتبرت ان التدخلات السياسية باتت امرا عاديا لكن بالاجمال يبقى الخيار الاخير للمحامي الذي لا يقبل الا بابداء رأيه ولمن يرى فيه مصلحة النقابة.
واشارت ان جميع المرشحين يعتبرون ان نتائج المعركة ستكون لمصلحته.
المحامي مصطفى عجم أكد أن انسحابه من المعركة الانتخابية جاء تسهيلا منه لحسن اختيار النقيب العتيد، لذلك قررت سحب ترشيحي، لكن مع الاستمرار بالحركة النقابية والتواصل مع جميع المحامين والمحاميات، اضافة الى اننا نمد يد التعاون الى النقيب المنتخب لما فيه مصلحة للنقابة.
المحامي عادل الصايغ أكد ان هذه المعركة تعتبر من أرقى المعارك لان الناخبون هم رواد الحضارة، وهذا لا يمنع من وجود اصطفافات سياسية، لكن بالشكل العام الماحمي ينتخب حسب ما يمليه عليه ضميره ومصلحة النقابة، لافتا الى ان المعركة الاشد هي على مركز العضو المسيحي، لانه برأينا ان معركة النقيب محسومة لبسام الداية.
وكان لنقيب المحامين انطوان عيروت كلمة قبيل افتتاح الجمعية العمومية للمحامين قال فيها:
سنتان من عمر الزمن في نقابة المحامين في طرابلس حاولت خلالهما بولتعاون مع النقابة ولجنة صندوق التعاقد تحقيق بعض مما فكرت بالقيام سواء على الصعيد المهني بالدفاع عن حقوق ومصالح المحامين أم على الصعيد الوطني بترسيخ دور النقابة في حماية الحريات العامة في الدفاع عن القضايا الوطنية ام على الصعيد العربي والدولي بتوطيد علاقتها مع الاتحادات العربية والدولية.
وقال: فلم تغب عن بالي مصالح المحامين ولا معاناتهم وقد وقفنا بالمرصاد مدافعين عن كرامتهم، كما جهدنا على ان لا يقف أي محام على باب طوارئ أي مستشفى ثم توصلنا مع شركة التأمين الى اتفاقات فتحت لنا بموجبها سلة كبيرة تطال القضايا غير المشمولة أصلا بالتأمين كالأمراض الوراثية وغير ذلك.
وتابع: لم يقف الامر عند هذا الحد، اذ أننا وبعد توصية الجمعية العمومية رفعنا مبلغ تعويض الوفاة للمحامي من خمسين الف دولار الى خمسة وسبعين الف دولار وفي الحوادث من ثمانين الف دولار الى مئة وخمسة الاف دولار وذلك حماية لورثة المحامي.
وذكر ان ادوية الامراض السرطانية لم تكن مشمولة بالتأمين فتم الاتفاق عليها وتم شملها في العقد الموقع مع الشركة واصبح باستطاعة المؤمن المريض بالسرطان أخذ الدواء حتى لو كان في منزله. كما تم الاتفاق وخارج نطاق السلة على خمس حالات للعقم. كما كان السقف المحدد لكل دخول الى المستشفى ثلاثين الف دولار فرفعت في ثلاث حالات يقدرها النقيب الى خمسة واربعين الف دولار.
ثم عدد عيروت اهم الانجازات التي انجزت خلال ولايته أهمها: انشاء معهد للتدرج والتدريب المهني المستمر، تم الغاء اتفاقات بالتعاون مع نقابة بيروت اهمها شركة “ليبان بوسنت”، اضافة الى اننا بالتعاون مع نقابة بيروت قمنا على الغاء قرار يقضي بانشاء نقابة للمحامين الاميركيين في لبنان. كما اعلنا تمسك النقابة باستقلال السلطة القضائية، مع التشديد على اعادة النظر في رواتب القضاة شرط تنقية القضاء لانه لا يجوز ان يكال بمكيالين، فالقاضي النزيه يجب ان ينال حقه كي يحكم مرتاح البال اما الاخر فيجب ان يحال الى التفتيش كي ينام المواطن مرتاح البال.
اضاف: كذلك عملنا على اقامة دورتين استمرت كل دورة منهما عدة اشهر وذلك للتدريب العملي على التحكيم، وقد تم في الدورتين تخريج اكثر من خمسة ومعشرين محام تخصصوا في التحكيم. وعلى هذا الاساس اعلنت النقابة انشاء مركز التحكيم والوساطة في النقابة لكي تفتح ابواب العمل امام من تخرجوا.
وقال: وعلى الصعيد المؤتمرات العربية فقد شاركت النقابة في اتحاد المحامين العرب ، كذلك على الصعيد الدولي فقد شاركت النقابة بتأسيس اتحاد نقابات المحامين دول حوض البحر المتوسط وقد كان لنقابتنا الدور البارز والاهم في تعديل اقتراحات حول المبادئ الاساسية وفي توزيع المهام بين ثلاث قارات اسيا، اوروبا وافريقيا.
كذلك اوضح ان النقابة ساهمت في رفض انتساب العدو الاسرائيلي الى الاتحاد، اضافة الى النقابة انتزعت مركز منسق عام للاتحاد مع النقابات الاسيوية، ومركز لجنة القانون الجنائي، وعضوية في التحكيم بعد ان أخذوا برأينا بوجوب انشاء مركز للتحكيم يضم هذه التقابات.
اما على صعيد موازنة النقابة فقال:
تم تحقيق ايرادات بقيمة 1،906،110،732،12 ليرة لبنانيةوحيث يشكل 117% اي بزيادة من مجموع الايرادات المقدرة في الموازنة. ومصروفات صندوق النقابة وازت نسبة 77،78& من مجموع المصروفات المقدرة في موازنة السنة المالية. بمعنى انه يتم تحقيق وفر مالي اجمالي قدره 656،904،687،39 ليرة لبنانية وذلك في صندوق النقابة منفردا دون صندوق التقاعد والتعاونية. وبلغ الوفر المالي الاجمالي للصناديق الثلاثة مجتمعة 864،202،326،85 ليرة لبنانية.
وفي الختام شكر عيروت كل المحامين ومجلس النقابة ولجنة صندوق التعاقد، وقال انه يترك النقابة للنقيب الجديد كل هذه الامانات.