بدعوة وتنظيم اللجنة الفنية في منتديات العزم اقيمت ندوة تحت عنوان “حضور النقابة في الفنون التشكيلية والتربية الفنية” على مسرح مركز العزم الثقافي في بيت الفن في طرابلس حاضرت فيها نقيب الفنانين التشكيليين في لبنان كلود عبيد والفنان التشكيلي خالد عيط، بحضور رئيس بلدية الميناء محمد عيسى وممثل عن نقيب المهندسين في الشمال جوزف اسحق المهندس عامر حداد، ومسؤول المنتديات مقبل ملك، والدكتورة مي سعادة، وممثلين عن الجمعيات والهيئات الاجتماعية والتربوية وحشد من الفنانين والطلاب والمشاركين.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة لمسؤولة اللجنة الفنية في المنتديات الفنانة التشكيلية عايدة ابراهيم، التي رحبت بالحضور وقالت: اذا كان احتراف وممارسة الفنون بدافع الموهبة والاختصاص خيار، فتربية اولادنا وطلابنا تربية فنية سليمة يجب ان يكون قراراً أساسياً، ثم ألقى مسؤول المنتديات والاعلام في جمعية العزم مقبل ملك كلمة قال فيها: نشكر اللجنة الفنية في منتديات العزم الثقافية على تنظيمها هذه المحاضرة هذه اللجنة التي تضم فنانين وشعراء وأدباء ومخرجين وأشخاص يعملون في كافة أنواع العمل الفني والتي بالرغم من انطلاقتها حديثاً فقد حققت تقدماً في المجال الفني والاجتماعي على كافة المستويات وأضاف أننا في منتديات العزم هدفنا دائما رفع مستوى الاداء في كل القطاعات ونسعى دائما للرقي نحو الافضل بما يخدم وطننا ومستقبل أجيالنا.
بعد ذلك تحدثت نقيب الفنانين التشكيليين كلود عبيد وقالت:يعكس تعدد وظائف الفن وتداخلها بعضها مع البعض الاخر بشكل وثيق اهمية الفنون ودورها الاجتماعي، فالخاصة الاساسية للفن تتميز في استيعابه للواقع الاجتماعي والنفسي بشكل شمولي متكامل واع وهادف في محاولة لتغييره وتطويره، والفن لم يكن يوما من الكماليات لان الانسان رقص وغنى ورسم ونحت في الصخر قبل ان يترك الكهف الى العمارات والمباني فالفنون التشكيلية ترجمة للحياة وللمجتمع من خلال تفعيل دور الإنسان وعلاقته بهذه المعطيات وهي لغة الانسان.
وهذه الرسالة الجمالية تكون شاهدة بشكل ما على العصر والناقدة له والمحرض له على ان يرى ما لا يرى بشكل اعتيادي.
ورأت ان الفنون التشكيلية اليوم لا تزال تحتل مكانة ثانوية في خريطة الابداع اللبناني والعربي بشكل عام ولا تحظى بالرعاية المطلوبة من قبل الدولة الا بالقدر اليسير، ان من حيث التربية الفنية او من حيث دعمها للمؤسسات المعنية بهذه الفنون على عكس الدول المتحضرة التي يحظى فيها الفن بالدعم الكبير والجيد.
وتطرقت عبيد الى واقع نقابة الفنانين التشكيليين في لبنان وعرضت للاعمال التي تقوم بها من اجل دعم الفن في لبنان كما تحدثت عن المشاكل التي تواجهها في ظل الظروف التي نعيشها، وطالبت بوضع خطة تربوية فنية تساعد في نشر الفنون بالشكل الصحيح لانها تعبر عن ثقافة الشعوب.
واخيرا شكرت جميع المهتمين بقضايانا الاجتماعية والسياسية وقضايا الفكر الادب والفن،وبخاصة وفي مقدهم الرئيس نجيب ميقاتي والعاملين معه واللجنة الفنية في منتديات العزم.
بدوره الفنان التشكيلي خالد عيط رأى ان مادة الفنون التشكيلية باعتبارها نشاطاً فنياً وتربوياً حراً، المجال الارحب لتعابير التلميذ الصادقة وهي تلعب دوراً مهما في تكوين شخصيته تكوينا سليماً على صعد مختلفة،فتساعده على تاكيد ذاته وشعوره بالثقة،وتدرب حواسه وتعمل على ابراز طاقاته وقدراته ومهاراته وتحثه على البحث والاختبار وتعمل على تهذيب ادراكه البصري من خلال تخزين الصور المرئية واعادة توليفها بحرية تلقائية، فيكتشف من خلالها محيطه ويحاول التدخل فيه باعادة صياغته على طريقته، مما يساعد على التعرف الى وسطه والتعاطي معه بفعالية والتعبير عن افكاره بحيوية وحماس واندفاع وصدق ما ينسحب على كافة مستويات حياته.
واضاف: ان عملية التربية عن طريق الفن تمكن من اطلاق الكوامن الذاتية وانماء القوى الحسية والحركية والوجدانية والميول عن المتلقي، لذلك من الامثل مواكبة الطفل بالانشطة الفنية من اجل ان ننمي عنده المبادرة والتخيل والاستقلالية، ويجب ادراج مادة التربية الفنية في المناهج التربوية الجديدة لا وضعها في العزلة كما هي في مناهجنا اليوم.
وختم مشدداً على اهمية اعادة الاعتبار لهذه المادة الحيوية من اجل صقل الذوق والقيم الجمالية عند الناشئة، لانه من حق اولادنا ان يكون لهم نصيب من حزمة الضوء في حضارة يعتبر الفن احد اهم روافدها الاساسية.