عقد ابناء بلدة الدورة لقاء” تكريميا لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، ممثلا بمدير مكتبه في حلبا ناصر بيطار، وذلك في مركز بناء كنيسة السيدة العذراء في البلدة، بحضور مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد السحمراني، رئيس البلدية خالد السحمراني والمخاتير وكاهن الرعية وحشد من ابناء البلدة والجوار.
بداية القى امين صندوق لجنة بناء الكنيسة حسن الزيبق كلمة رحب فيها بالحاضرين، متحدثا عن المشروع الذي يشارك فيه كل ابناء الدورة مسيحيين ومسلمين مؤكدا انه في كل مناسبة وفي كل الايام “نكون سويا في الافراح والاحزان وفي كل والظروف …” شاكرا الدكتور السحمراني على الدعم المعنوي الكبير الذي قدمه للمشروع .
وتوجه بالشكر الكبير الى دولة الرئيس عصام فارس الذي تجاوب مع طلب ابناء البلدة، بعد وضع الحجر الاساس لبناء الكنيسة والقاعة الملحقة بها، بتقديمه هبة قيمة تشكل دفعا كبيرا للمشروع، وجاء هذا اللقاء بمثابة كلمة شكروعربون محبة وتقدير على التفاتته الكريمة.
وتوجه الزيبق بنداء الى راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة الذي زار المشروع ان يشبك يده بيد راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس باسيليوس منصور من اجل استكمال المشروع الذي سيكون مشتركا بين ابناء الكنيستين المارونية والارثوذكسية.
بعد ذلك القى رئيس البلدية خالد السحمراني كلمة اعتبر فيها ان لهذا الصرح مردود ايجابي على مستوى الوطن بشكل عام لجهة تعزيز العيش المشترك والانصهار الوطني وهذا فخر لنا في بلدتنا التي تعاني اشد الحرمان في الوقت التي تعطي فيه النموذج الارقي في التعايش وقبول الاخر…موجها شكر ابناء الدورة الكبير لفارس على مبادرته وتعاطفه مع ابناء البلدة.
ثم القى الدكتور اسعد السحمراني كلمة أعرب فيهاعن اعتزازه بهذا اللقاء قائلا:”يأتي هذا اللقاء تتويجا للجهود التي قمنا بها بالتعاون مع كل ابناء البلدة والمخلصين لبناء كنيسة السيدة العذراء، انطلاقا من قناعاتنا بأن التآخي والمودة بين المسلمين والمسيحيين، تصنع لبنان الذي نريد وتصنع الوطن العربي الذي نريد، خاصة واننا نعيش في حقبة تشهد دواعي فتنة يغذيها الاجنبي والصهيوني في بلادنا وغير بلادنا …. ونحن واجبنا من منطلق اسلامي ومن منطلق مسيحي ومن منطلق مرضاة ربنا خالقنا جميعا ان نوحد كلمتنا وصفنا لأننا بذلك نغيظ ونرضي ربنا ونفشل مخططات الاعداء ونبني صرح الوطن…”.
وحذر من ظاهرة التطرف والتعصب سواء في الوسط الاسلامي” حيث هناك ظواهر خلو وظواهر تكفير واتهام للأخر، وفي الوسط المسيحي كذلك هناك مظاهر من مجموعات متعصبة تريد ان تنقلب على صيغة الوطن وصيغة العيش المشترك وواجبنا كمسلمين وكمسيحيين ان نواجه هذه الظواهر الشاذة … التي هي بدواعي صهيونية تريد ان تفكك بلدنا الى دويلات طائفية ليس في لبنان فقط بل في العراق والسودان وفلسطين واليمن، وما صرح به رئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق عاموس يادلين عن دور الاستخبارات الاسرائيلية في لبنان لجهة تجنيد شبكات العملاء وما قامت به من اعمال تفجير واغتيالات والاستفادة من اغتيال الرئيس الحريري لتجديد عمل هؤلاء، وعلاقتهم مع مليشيات ارتبطت معهم منذ السبعينات، وهذا الاستهداف سيطال سوريا في حال نجاحه في لبنان “.
واعتبر السحمراني ان هذا اللقاء الذي يجمع اهالي الدورة والجوار هو لتكريم دولة الرئيس عصام فارس “الذي عهدناه في كل مراحل عمله السياسي والاجتماعي، انه ينظر دائما الى الوطن وليس الى فئة محددة فيه، ولذلك استطاع ان يترفع عن الحساسيات والعصبيات…واننا نشكر له هذا العطاء الذي ليس جديدا عليه…”.
واوضح الدكتور السحمراني ان هذا الانجاز في الدورة يعطي عنوانا وطنيا بامتياز لأن هذه الكنيسة هي الوحيدة في لبنان وفي المنطقة العربية، سيكون فيها الطقس الغربي والطقس الشرقي معا”، منوها بتجاوب المتروبوليت باسيليوس منصور مع هذه المبادرة والذي كان لجرأته واقدامه دفعا اساسيا لانطلاق المشروع…
بعد ذلك القى مدير مكتب فارس في حلبا ناصر بيطار كلمة نقل فيها تحيات فارس الى ابناء الدورة مؤكدا حرصه الدائم على رعاية ومساندة كل خطوة باتجاه تعزيز مصالح هذه البلدة العزيزة على قلب دولته…
وقال بيطار:” كما يسعدني ان اهدي باسم دولته، تكريمكم لكل من اتاح لنا الفرصة لنساهم في تعزيز اللحمة بين شرائح المجتمع العكاري، ليكون تكريما لجميع أهلنا في الدورة التي اعطت المثال الاكثر دلالة على حصانة قيمنا وتراثنا الاجتماعي المنفتح والديني الموحد”.
اضاف:” ان مسيرتكم التي انطلقت من جامع هذه البلدة الحبيبة لتغرس حجر اساس كنيستها، كان لها الوقع الكبير على قلب دولته وعلى قلب كل مخلص لمنطقتنا، لأنها كانت ثمرة طيبة لجذور ضاربة في ارض العراقة والايمان، بحيث لن تنل منها تيارات الفرقة والتشرذم الدخيلة، بل ستبقى رمزا لمنعة وحدة مجتمعما ومؤشرا على ثبات خطواته نحو مستقبل افضل”.
واكد بيطار على توجيهات فارس بدعم ومساعدة ابناء الدورة في مشروعهم هذا، قائلا :” ان تكريمكم اليوم لدولته، وهو على عتبة تكريم عالمي جديد من قبل مؤسسة دولية لانجازاته الثقافية والانمائية، يؤشر على التواصل الدائم مع الجذور ولابد ان يؤتى بالثمار الطيبة… ودولته بحرصه الدائم على جذوره الوطنية والانسانية، سيبقى حتما، الشريك الاوفى، على بيادر محاصيله الوطنية والعالمية”.
بعد ذلك تسلم بيطار الدرع التذكارية لهذه المناسبة.