جال وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ في منطقة عكار يرافقه كبار الموظفين في الوزارة ومديرو مراكز الشؤون الاجتماعية في المنطقة
المحطة الاولى كانت في دار مطرانية عكار للروم الارثوذكس حيث كان في استقباله المطران باسيليوس منصور، في حضور النواب: هادي حبيش، نضال طعمة، رياض رحال وخضر حبيب، مدير أعمال النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس المهندس سجيع عطية وفعاليات تربوية وكهنة الرعايا الارثوذكس ورؤساء المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية التابعة لمطرانية عكار.
وألقى المطران منصور كلمة رحب فيها بالوزير الصايغ، وقال: “في أحضان الطبيعة العكارية الجميلة ببحرها وسهولها وجبالها، نستقبلكم، في بساتين الخدمة الإجتماعية التي رسمت خطوطها في هذه المطرانية منذ أمد بعيد في محاولة دؤوبة لإنشاء مجتمع عكاري محافظ على قيم الماضي وثباته العائلي والوطني اللبناني العربي وعلى إيصال الثقافة والعلم من هذا المركز الأهم في هذه المنطقة الى الأهم، وبالرغم مما تحقق وبالرغم من التعاون مع كل مؤسسات المجتمع المدني، فما زلنا نردد المثل القائل “العين بصيرة واليد قصيرة”.
اضاف: “لقد تأسست منشآت عدة ونمت نموا مباركا بهمة أسلافي رؤساء كهنة هذه الأبرشية وخصوصا المتروبوليت بولس بندلي ومساندة العاملين معه ومعاضدتهم الآباء والأساتذة، وأخص بالذكر سعادة النائب نضال طعمة مدير المدرسة الوطنية الارثوذكسية”.
وانتقد “الوعود التي قطعت لنا والوعود العرقوبية التي أبرمت والمتعثرة بسبب التعامل الحكومي القائم بين مؤسسات البلد، ونعلم التضييق المالي الذي تعانونه حتى بالنسبة الى الموظفين واستحقاقات الأقسام. ولكن سنستمر على هذا الخط من التعاون على أمل أن تتغير أجواء نفوس تعوق تقدم المؤسسات والمجتمع. إنني احتار كيف يمكن وزراء أن يعرقلوا شأن وزارات وادارات البلد فقط لأمور شخصية أو تيارية أو حزبية وحتى طائفية. وهذا يعمم على الكل”.
وقال: “تأمل عكار بوجودكم أن تودع سنوات الحرمان الطويلة التي حرمتها الكثير الكثير من حقوقها، بينما كان الوطن يأخذ أبناءها وأبطالها وزهرات شبابها ليقدموا قرابين على مذابح العزة والكرامة في مواجهة جميع الأخطار المحيطة بالبلد. فلم تعطى عكار أرخص ما في البلد لقاء ما تقدمه وهو أغلى ما تملك؟ لهذا نسألكم باسمنا،أي باسم أبرشية عكار ومؤسساتها وباسم كل العكاريين، أن تصححوا المعادلة المذكورة سابقا ونحملكم هذه الصرخة لتوصلوها بأحزانها ورجاءاتها الى كل المهتمين بشؤون البلد”.
وأشاد ب”عطاءات الرئيس عصام فارس وبكل تقديماته على شتى الصعد وفي شتى المجالات لما فيه خير عكار وانمائها”.
وقال: “ونحن نقلب صفحات هذه المنطقة العزيزة بأهلها والمحروسة بالله، لا بد ان نشهد لما يقدمه دولة الرئيس عصام فارس علميا وانمائيا وروحيا وادبيا مع كل المحبين الذين يستطيعون ان يقدموا وان مشاريع الرئيس فارس شاهدة على مدى حبه وعطائه اللامحدود ومدى العاطفة التي يكنها لمنطقته ولوطنه. وانا آمل ان نقوم معا اليوم بجولة على بعض هذه المشاريع قيد الانشاء لا سيما منها جامعة البلمند “معهد عصام فارس التكنولوجي” ومحمية عصام فارس وطريق بينو – دير جنين وطريق حلبا – العيون والبناء الجديد للمطرانية في بلدة بينو وهذا غيض من فيض عطائه”.
ثم كانت كلمة للوزير الصايغ شكر في مستهلها المطران منصور على حفاوة الاستقبال وقال: “اعتبر هذه الزيارة لدار المطرانية نوعا من الحج الروحي والاخلاقي لانني اعتبر هذه الكرسي هي الضامن للعيش المشترك وللخدمة الاجتماعية والحاجز المنيع ضد الحرمان والفقر وضد تهميش منطقة عكار. ووجودكم، يا سيادة المطران، يعطي الامل والرجاء بالمعنيين المدني والروحي. ومن دون التضامن بين اهل عكار والمحبة والتماسك الاجتماعي ليس هناك من قدرة للدولة ان تؤدي دورها كما يجب وانتم مؤتمنون على مشروع المحبة في منطقة عكار.ومن دون تفعيل واضح لدور كل الفاعليات كل في قطاعه من اجل تحديد الاولويات الاجتماعية في هذه المنطقة لان هناك حصادا كثيرا وفعلة قليلين. وكذلك هناك ضرورة لترشيد الانفاق وتحديد مكامن الخلل كي نتمكن معا بشراكة موسعة ومعمقة معكم يا سيادة المطران كي نتمكن من الوقوف في وجه الصدمات ونعطي للمسن في هذه المنطقة حقه وكذلك للطفل حقه في التربية والتعليم من دون منة من احد وان نعطي للمرأة العكارية الامكانات والقدرة والتفاعل للارتقاء من حالة الى حالة افضل. وبهذا نتمكن من تمكين العائلة اللبنانية، اساس تماسك المجتمع، من بناء مستقبل افضل وواجبنا كدولة وكفاعليات روحية ومدنية العمل على احتضان العائلة كي تنمو وتكبر”.
واشار الى ان “العمل الاجتماعي اليوم يتطلب حماية الحماية الاخلاقية على مستوى المبادئ وحماية على مستوى المبادئ ولكن ايضا يتطلب حماية سياسية ويلزمه قرار سياسي. ونحن في الحكومة اتخذنا القرار السياسي باعطاء اولوية مطلقة لمنطقة عكار في الانماء وفي التنمية المستدامة وفي مكافحة الفقر المدقع”.
بعد ذلك، قدم المطران منصور والنائب طعمة ايقونة للسيدة العذراء هدية تذكارية الى الوزير الصايغ لينتقل بعدها الجميع الى المعهد المهني الارثوذكسي العالي حيث كان في استقبالهم مديرة المعهد رينيه بولس المكاري وأفراد الهيئة التعليمية والطلاب.
وبعد كلمة للمطران منصور تناول فيها “مدى النجاحات التي حققها المعهد خلال هذه السنة والطموحات المتوقعة للسنوات المقبلة”، ألقى الوزير الصايغ كلمة طالب فيها الطلاب ب”المثابرة والجهد المستمر لتحيقي الاهداف والنجاحات بالمحبة والعطاء”. ثم قدمت مديرة المعهد درعا تقديرية الى وزير الشؤون الاجتماعية “عربون محبة وشكر على زيارته”.
ثم كانت زيارة لمركز القديس بولس للخدمات الانمائية الشاملة حيث كان في الاستقبال مدير المركز الدكتور جوزف رشكيدي واطباء المركز واداريوه وكانت جولة على اقسامه للاطلاع على تقديماته في شتى المجالات الصحية والانسانية”. وقدم الدكتور رشكيدي هدية رمزية للوزير الصايغ الذي زار والحضور المعهد الفندقي الارثوذكسي حيث أعدت ضيافة خاصة من صنع طلاب المعهد.
بعد ذلك، زار الوزير الصايغ مستوصف هيئة الاسعاف الشعبي في بلدة التليل حيث كان في استقباله مدير المركز والطاقم العامل فيه مطلعا على تقديماته وحاجاته.
والمحطة الاخيرة كانت للوزير الصايغ في بلدة رحبة حيث أقيم مهرجان تكريم للمسنين ولاكبر معمرة في لبنان حلوم الاكومي والتي تبلغ من العمر 110 سنوات اضافة الى جولة تفقدية على مراكز المسنين والشؤون الاجتماعية في المنطقة. ثم كان جولة للاطلاع على المشاريع التي اطلقها عصام فارس في منطقة الجومة – عكار. بحضور نواب عكار والمطران منصور ومدير اعماله في لبنان المهندس سجيع عطية الذي قال:
يسعدني ان ارحب باسم دولة الرئيس عصام فارس بالوزير الصايغ، وتعتبر هذه الزيارة خطوة متقدمة في ايلاء الشأن الاجتماعي في منطقتنا المحرومة اهتمامه ونحن نشكر للوزير هذا الاهتمام ونتمنى قطف ثماره اجتماعيا وتعزيز التواصل بين عكار والمؤساات الحكومية. ولفت الى اللقاء اليوم تحت عنوان “لكبارنا حق علينا” يؤكد على الرابط العائلي والاجتماعي الذي لا زال يميز مجتمعنا بل يحصنه ضد كل تحلل وخروج عن روح الاحترام والعرفان بالجميل. وتابع بالقول: ربما لاننا نحن العكاريون اقرب الى الارض ومفهومها الطبيعي، ونقدر اكثر معنى هذا الرابط، لاننا نعرف هذا الارتباط بين الجذور، والفروع ومدى انتاجية تواصلها.
وقال: بتكريمنا اليوم للسيدة حلوم الاكومي، لا نكرم ارقاما، بل نكرم قيما، نشأنا عليها، ومضمونا يؤشر الى مدى عمق جذور تراثنا الاجتماعي والديني. فمبروك لحلوم هذا التكريم في قاعة عصام فارس التي شاء لها دولته ان تحتضن فعاليات مجتمعنا وتنميها بمفهوم احتضان السيدة الاكومي لعائلتها ومجتمعها.
وختم بالقول: نحن في مؤسسات الرئيس عصام فارس سنبقى بتوجيهاته، على تكريم كبارنا، وتقدير عطاءاتهم، أمينين على قيم مجتمعنا بتجسيد هذا التكريم في مؤسسات انسانية واجتماعية وعلمية وثقافية وتؤهل واقعنا العكاري.