أكد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، خلال تدشين وإفتتاح المدارس الممولة والمشيدة بهبة مقدمة من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في عكار، “أن تاريخ لبنان أثبت أن القفز فوق الاغتيالات حفاظا للسلم الأهلي لم يحفظ لا البلد ولا قادته السياسيين”، رافضا “تسخيف قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء وموازاتها مع بدعة شهود الزور”.
وقال الحريري :”نجتمع اليوم بين أهلنا والمحبين لندفن سويا سنوات الغياب الطويلة والقسرية عن هذه المنطقة، ولنقول لمن يريد أن يسمع، ولمن يريد، ولمن لم يتعود، أن يستمع لصوت الضمير، عكار منا ونحن من عكار، وعكار بأهلها بترابها، ببساتينها، جزءا لن يتجزأ من هذا الوطن”.
وأضاف: “قالوا ان عكار محرومة ومضوا في طريقهم، قلنا نعم عكار محرومة، وها نحن نعبد طريقنا اليها لنعيد ما أخذته منها سنين الغياب والحرمان، لم نمض، ولم نرحل أتيناها لنلاقي تيارا جارفا يتكئ علينا ونتكئ عليه لننهض بالمدينة، بالقضاء، بالوطن”.
وتابع: “أقفلوا طريق الشمال على رفيق الحريري، ففتح الشمال دروبه وساحاته لسعد رفيق الحريري، رغم أنف الحاقدين، رغم كل الضغوط، وها نحن بينكم اليوم، وسنبقى لأن لا تيار “المستقبل” من دون عكار، واهل عكار، لن ولا يريدون أن يكونوا إلا مع تيار المستقبل، وزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري”.
وتناول الوضع السياسي، فقال: “نسمع اليوم الكثير من النظريات والتحليلات، لا بل التهديدات، فلكل هؤلاء نقول، نحن لن نكون يوما مع الفتنة، لأن من يحمل مشروع الدولة لن يرضى بغير الدولة واستقرارها مهما كانت الظروف”.
ورأى أن “هناك من يحاول المقايضة بين بدعة “شهود الزور” والعدالة، أو بين العدالة والاستقرار، لقد أثبت تاريخ البلد أن القفز فوق الاغتيالات حفظا للسلم لم يحفظ لا البلد ولا قادته السياسيين وحرية التعبير، بل كان الجميع دائما عرضة للموت من أجل أفكارهم وآرائهم السياسية”.
وقال احمد الحريري “الآن يضللون الرأي على عادتهم، ويحاولون الوصول إلى الشهود الحقيقيين لكشفهم وقتلهم، لأن القرار الظني إلى الآن لم يصدر، وتاليا من قال إن في القرار الظني شهادات زور”، وتوجه الى هؤلاء بالقول:”لن نقبل أن يقتل شهداؤنا مرتين، ولن نسمح لأحد بتسخيف قضية اغتيال الرئيس الحريري وسائر الشهداء وموازاتها مع بدعة شهود الزور”.
وتوجه الى من تخونه الذاكرة بالقول: “لقد حمينا المقاومة في عز الحملة عليها، لقد وقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وجه كل العالم ليدافع عنها، ويشرع وجودها، فما بال بعضهم اليوم، يتهمون تيار “المستقبل” بمحاصرة المقاومة وبضربها، ويسوقون الافتراءات أينما حلوا، ضاربين كل الأعراف، لا بل متنكرين للحقيقة الماثلة أمام كل الناس، نحن نقول لهذا البعض ليس لنا إلا أن ننبهه ونحذره، بأن من لا يعترف بالماضي لا حاضر يستقبله ويتقبله، ولا مستقبل يتسع له أو حتى يشهد له وعليه”.
كما توجه الى أهالي عكار بالقول: “نأتيكم وليس لدينا ما نحمله سوى مشروع الدولة التي تحمينا جميعا، الدولة القوية بمؤسساتها على اختلافها،الدولة التي تحترم المواطن، ويبادلها هو الاحترام،هذا هو مشروعنا، وبهذا المشروع سنواجه ونكمل الدرب معكم، فدماء الشهداء أمانة في أعناقنا، ونحن لم نعتد أن نخون الأمانة، فاطمئنوا ولا تدعوا الشك يدخل نفوسكم، ونحن لم نستمع يوما إلا الى صوت الحق، ومهما طال الزمن، ليس للحق إلا أن ينتصر، ونحن أصحاب حق وقضية حقة وسننتصر”.
وقد جرى افتتاح المدارس وسط استقبالات حاشدة لممثل رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة، وللأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، اللذين قدما عكار لتدشين وافتتاح المدارس الممولة والمشيدة بهبة مقدمة من الحريري، يرافقهما المهندس فادي فواز مستشار الرئيس الحريري، منسق قطاع التربية والتعليم في تيار المستقبل الدكتور نزيه خياط، وكان في استقبالهم نواب المنطقة رياض رحال، خالد ضاهر، نضال طعمه، خضر حبيب، خالد زهرمان، مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، مطران عكار للروم الأرثوذوكس باسيليوس منصور، المهندس سجيع عطية ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس،عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل محمد المراد، المنسقون العامون لتيار المستقبل خالد طه، عصام عبد القادر، سامر حدارة، النواب السابقون مصطفى هاشم، محمود المراد، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، وممثلون عن شركتي “أوجيه لبنان” و”جينيكو” ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.
منيمنة وألقى الوزير منيمنة كلمة اعتبر فيها خطوة بناء المدارس في عكار “دافعا لنا ولكم لكي نتجه سويا للخروج من واقع يهدد في مكان ما أجيالنا، من واقع أمية يجب أن نلغيها من مجتمعنا، فليس لنا سوى أن ندرك أهمية الصعود الى مركب التحديث والتطوير”.
وأضاف “لا يمكننا أن نقف متفرجين على ما يجري حولنا، لا بل لا بد لنا من الاقدام بخطوات سريعة وثابتة نحو اصلاح موضعي في مجالات محددة عبر تضافر الجهود لاحداث التغيير المطلوب والنقلة النوعية التي نتطلع اليها، فلقد سعينا في الوزارة الى ايجاد دينامية متميزة في كال مراحل التربية من الروضة الى الجامعة وإلى تجنيد عدد كبير من الخبراء في مجال التخطيط التربوي”.
وقال: “شاءت الظروف أن نجتمع واياكم في زمن تحول فيه الفاجر ليأكل مال التاجر، لكننا هنا صامدون معكم في وجه كل محاولات النيل من انجازات حققتموها أنتم، حين تصدرتم الساحات مطالبين بالخروج من ذلك النفق المظلم الذي كان يعيش فيه لبنان، واليوم يريد لنا البعض أن نعود اليه، متناسيا أن الأحرار في هذا الوطن كثر، وان من آمن بلبنان الحر السيد المستقل، لن يلين ولن يستكين، بل سيكمل الدرب مهما علت أصوات التهديد وصيحات الوعيد”.
وأكد أن “لا عودة الى الوراء، ولن نكون يوما مع الظالم في وجه المظلوم، بمعنى آخر لن يكون يوم نكون فيه مع القاتل ضد القتيل، فالمحكمة الدولية باقية ولا تسوية عليها مهما كلف الأمر، فنحن نريد العدالة لكل شهدائنا الأبرار، ولا خوف على وطن فيه عدالة سوية، بل الخوف عليه من غياب العدل فيه”.
وختم: “لكل من يهمه الأمر دماء رفيق الحريري وكل الشهداء، لن تذهب هدرا، فكفى تهويلا، وكفى معادلات لا تمت الى المنطق بصلة، فمن يريد بناء الوطن، هو من يحرص على استقراره، لا من يجهد للانقلاب على مؤسساته في كل زمان ومكان”.
تلمعيان المحطة الأولى كانت في بلدة تلمعيان، وكان في مقدمة المستقبلين رئيس بلديتها محمد المصري ومخاتير البلدة ووجهائها، ورؤساء بلديات قرى وبلدات السهل وممثلو الهيئات التعليمية في قرى السهل حيث توجه الجميع الى المبنى الجديد المؤلف من طبقات ثلاث وغرف وقاعات مميزة، وبعد قص الشريط وكلمات مقتضبة لكل من رئيس البلدية محمد المصري، ومدير المدرسة محمد سعد الدين معتبرين الانجاز “حدثا استثنائيا يسهم بنهوض المنطقة فعلا لا قولا، ونشر العلم والمعرفة والقضاء على الجهل والتخلف الذي عاشته المنطقة سنين طويلة”.
بعد ذلك أزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية وقص شريط الافتتاح، وكانت جولة في أرجاء المدرسة، تلا ذلك جلسة قصيرة في منزل عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نضال طعمه في حضور مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي والمطران منصور والفعاليات.
تل عباس وانتقل الجميع سيرا على الاقدام باتجاه مبنى مدرسة تلعباس متوسطة سعد رفيق الحريري النموذجية حيث كان في استقبالهم رئيس البلدية خليل فارس والأب خليل جريج، ومدير المدرسة فاروق متري، وأفراد الهيئة التعليمية والأهالي.
وقد شكر المعلمون والأساتذة ورئيس البلدية الرئيس الحريري وممثليه على هذا الانجاز الذي لا مثيل له في عكار على الاطلاق.
واقيم احتفال تحدث فيه فارس ومتري فشكرا باسم أهالي تلعباس “صاحب الايادي البيضاء والرسالة الصادقة”، مهنئين الرئيس الحريري أولا واهالي عكار وأهالي تلعباس بهذه الصروح النموذجية.
طعمة القى النائب طعمه كلمة جاء فيها: “نفتتح المدارس، ليطوي أبناؤنا صفحة دولة المزارع إلى غير رجعة، لنثبت قيم العدالة في أرض روتها دماء الشهداء الكبار. نم قرير العين يا رفيق الحريري، فقد عرف محبوك أن التسلح بالمعرفة والحكمة صمام الأمان للوحدة الوطنية التي استشهدت في سبيلها”.
واضاف: “كلنا معك يا شيخ سعد في التمسك بعدالة المحكمة الدولية، وفي بناء أفضل العلاقات مع سوريا الشقيقة، وها اختبار الاستنابات القضائية، الذي يراد منه بالدرجة الأولى توجيه رسالة سياسية لك يا دولة الرئيس، يؤكد جوابك الواضح، نحن متمسكون بأفضل العلاقات بين البلدين، ولكننا مصرون على نديتها من دولة إلى دولة، وفق معايير الأخوة واحترام سيادة واستقلال البلدين”.
تكريت كذلك كان لقاء موسع واجتماع تربوي مع مدراء المدارس الرسمية في منطقة الجومة والشفت والسهل في قاعة مهنية تكريت في حضور مسؤولين في الوزارة والامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري حيث تم شرح اهداف الخطة التربوية والاستماع الى مشاكل عشرات المدارس في هذه المناطق والتي تزيد على الستين مدرسة.
المحطة الأخيرة كانت افتتاح مدرسة تكريت الرسمية متوسطة بهية الحريري حيث أقيم احتفال شعبي كبير شارك فيه المئات من أبناء المنطقة والنواب وممثلو قوى الرابع عشر من آذار وممثل نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس المهندس سجيع عطية.
والقيت في المناسبة كلمة ترحيبية لمدير المدرسة الحديثة محمد ابراهيم، ورئيس البلدية رشدي الترك اللذين عبرا عن فرحة أهالي تكريت بهذا الحدث، شاكرين باسم البلدية والفعاليات والأهالي الرئيس سعد الحريري على تقديمه هذه الهبة الى البلدة.
رحال ثم ألقى النائب رياض رحال كلمة باسم نواب عكار عبر فيها عن امتنان أهالي عكار للرئيس سعد الحريري، وقال: “إن دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري علم وبنى، وناضل واستشهد من أجل لبنان، ودولة الرئيس سعد الحريري ابن الشهيد هو رجل الاستقرار والسلم والتقدم والازدهار، رجل المؤسسات، والحوار، رجل الانفتاح والشفافية والصدق والالتزام الوطني والثقة بالدولة، لكن الغير في الطرف الآخر قلق ومذعور، يتوعد ويتهدد، ويحتكم الى السلاح، ويعلن أنه كان قادرا على الانقلاب متى شاء حتى في أعوام 2005 و 2006 كما أعلنوا بالأمس القريب، يضرب الاقتصاد الوطني، ويساهم في تهجير اللبنانيين، وبالنتيجة يدفع لبنان الى التخلف والحقد والانقسام، والى ضرب المؤسسات والسيطرة على الدولة، فهمه الدويلة وليس الدولة، والدويلة على حساب الدولة”.
وختم: “كفى، لقد سئم اللبنانيون من حملة التبجح والتطاول على المقامات الروحية والمدنية، سئم اللبنانيون من حملة التجريح الشخصية بحق الرئيس الحريري، سئمنا من سماع التهديد ينهال على الرؤوس من أشخاص ترتعد أرجلهم عند أول واقعة، ومشهود لهم بالهرب والاختباء والتلطي”.