أكد الرئيس نجيب ميقاتي “أن العيش الاسلامي والمسيحي لا بديل عنه، والتكامل السني – الشيعي لا خيار غيره، وكل رهان على عكس ذلك سقوط وخطيئة”. وشدد على “أنه علينا مواجهة الدعوات الى التفرقة بمزيد من التماسك لاننا اختبرنا الانقسام والشرذمة” لافتاً الى “أن تضامننا وثقتنا بشراكة كاملة وعادلة يحصنان جبهتنا الداخلية في وجه ما يحاك ضد وطننا”. واكد “أن الاصطفافات وإحياء الغرائز وتحريك النعرات تدفع الى فتنة لا يريدها أحد”.
موقف الرئيس ميقاتي جاء في خلال رعايته حفل تدشين “مدرسة الأمان الدولية” في بلدة مرياطة في حضور الوزير يوسف سعادة ممثلاً رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، النائبين اسطفان الدويهي وقاسم عبد العزيز، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلاً الوزير محمد الصفدي، المحامية رنا فتفت ممثلة النائب احمد فتفت، المربي عصام كبارة ممثلاً النائب محمد كبارة، النائبين السابقين اسعد هرموش ويوسف الدويهي، مدير عام مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة ممثلاً النائب سمير الجسر، منسق عام تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد، رئيس منطقة الشمال التربوية حسام الدين شحادة، وحشد من اهالي الضنية ورؤساء البلديات والمخاتير ووجوه المنطقة.
بدأ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني، فكلمة لرئيس مجلس ادارة المدرسة احمد الغوراني نوه فيها بقيم الرئيس ميقاتي الاجتماعية والتربوية والثقافية، وعرض لتطلعات ادارته لمستقبل المدرسة.
ثم القت بشرى الغوراني قصيدة في المناسبة، والقى المدير التربوي في المدرسة شادي شما كلمة اكد فيها العمل من اجل جيل بناء. كما ألقى رئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة كلمة نوه فيها بمشروع المدرسة كصرح تربوي.
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته في المناسبة: سعادتي كبيرة اليوم في مرياطة، البلدة التي كانت على مر الايام، وستبقى بإذن الله، جسر العبور بين قضائي زغرتا والضنية، ورمزا من رموز التعايش الوطني الذي نريده نموذجا لكل لبنان. في مرياطة، نشعر بالراحة والامان ليس لاننا في افتتاح مدرسة الامان الدولية، بل لاننا بين أهل طيبين، محبين، يعملون للخير والالفة. حب أهل مرياطة للعلم والمعرفة، هو رائدهم في العمل التربوي والاجتماعي، وما افتتاح مدرسة الامان اليوم بتمويل من جمعية الامان وآل الغوراني الكرام لاسيما الصديق العزيز الحاج مصطفى الغوراني، الا الدليل على هذا الالتزام وتلك العزيمة.
وقال: لا يمكنني إلا أن أحيي جهود جمعية الامان وآل الغوراني الكرام وعائلات المنطقة التي تحتاج الى مثل هذه المشاريع التربوية التي توفر المعرفة والعلم للجيل الشاب الذي نعلق عليه الآمال الكبار. هذا الرهان، على الشباب، هو أحد الاسباب التي دفعتنا في جمعية العزم والسعادة، أن نركز العمل منذ 22 سنة ليس على تقديم المساعدات الاجتماعية والانسانية فحسب، بل كذلك على الاهتمام بعقل الشباب والشابات، وتثقيفهم بالتعاون والتنسيق مع جمعيات أهلية وانسانية مثل جمعيتكم الزاهرة. وسنواصل العمل، بإذن الله، لتحقيق ما يرضيه وما يعطي لابنائنا أملا بغد أفضل.
أضاف: “هذا الغد نشعر اليوم بأن ثمة قلق حياله، خصوصا في وطننا العزيز نظرا للظروف الدقيقة التي يمر بها، وعودة السجالات والتشنج والتشكيك، واستفاقة رهانات قديمة لدى البعض أثبتت الاحداث خطورتها من جهة، وفشلها من جهة أخرى. مع الاسف، هذه الاصوات التي ترتفع من حين الى آخر، تحاول العزف على أوتار الطائفية والمذهبية، لا أعتقد أنه يجب أن تلقى صدى لدى أحد. كذلك فان الاصطفافات وإحياء الغرائز وتحريك النعرات تدفع الى فتنة لا يريدها أحد. لكن لا يكفي أيها الاحباء،رفض الفتنة في الكلام والمواقف، بل علينا أن نحيطها بالافعال والممارسات”.
وقال: “وحدها وحدتنا الوطينة القومية والصلبة، تحمي وطننا وتحفظه. وحده تضامننا وثقتنا بشراكة كاملة وعادلة، يحصن جبهتنا الداخلية في وجه ما يحاك ضد وطننا. علينا مواجهة الدعوات الى التفرقة بمزيد من التماسك لاننا اختبرنا الانقسام والشرذمة، فهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟”.
اضاف: “لبنان الواحد والموحد هو هدفنا ومن أجله ترخص التضحيات. وأقول من مرياطة بداية زغرتا والضنية على حد سواء، أن العيش الاسلامي والمسيحي لا بديل عنه، والتكامل السني – الشيعي لا خيار غيره، وكل رهان على عكس ذلك سقوط وخطيئة. أجعلوا الامل أكبر والثقة أقوى. نحن من يصنع الأمل، ونحن من يعزز الثقة”.
وفي الختام جال الرئيس ميقاتي والحضور في أقسام المدرسة.