أكد الرئيس نجيب ميقاتي أن “أي خلاف داخلي، يبقى ثانويا أمام أولوية الحفاظ على وطننا وكياننا ووحدتنا الوطنية، ونحن قادرون بوحدتنا على إسقاط المؤامرة ومنع أي كان من استغلال خلافاتنا الداخلية”. وأمل أن “يسود الهدوء والاستقرار وطننا لبنان ويتاح المجال أمام تقويم هادىء لكل ما حصل من تطورات خلال الفترة الماضية وبحث الخيارات المتاحة واستقراء معالم المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية الداهمة والمتوقعة”.
أما وزير الصحة محمد جواد خليفة فرأى أن “الاجواء السياسية في البلد اليوم ليست اجواء سليمة، واذا لم تجد القيادات سبيل الحكمة للتعاطي معها فالامور ستكون اسوأ مما هي عليه اليوم”. ودعا الى “إفساح المجال أمام الحريصين على البلد لكي يعالجوا الامور بهدوء وهو الامر الاسلم والاصح لوقف التدهور واستعادة حياتنا والسير قدما فيها”.
موقف ميقاتي وخليفة جاء خلال افتتاح مستوصف “الغرباء” التابع ل “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” في طرابلس والذي حضره ممثل الوزير محمد الصفدي مصطفى الحلوة، النائبان سمير الجسر واحمد كرامي، ممثل النائب روبير فاضل سعد الدين فاخوري، قائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي العميد علي اللقيس، نقيب الاطباء في طرابلس فواز البابا، رئيسا بلديتي طرابلس نادر الغزال والميناء محمد عيسى ورئيس مصلحة الصحة في الشمال محمد غمراوي.
بعد النشيد الوطني ونشيد العزم، ألقى المسؤول عن القطاع الصحي في الجمعية صلاح الدين غندور كلمة تحدث فيها عن أهمية المشروع.
ثم ألقى خليفة كلمة شرح فيها “أهمية المراكز التي تعنى بتقديم الوقاية للحالات الطارئة والاخرى الناجمة عن امراض رائجة كالسكري وغيره”، ولفت الى أهمية المشروع الذي تقدمه جمعية العزم، متمنيا للرئيس ميقاتي “دوام الصحة حتى يتمكن دائما من تقديم المشاريع المفيدة للناس”.
وعن الوضع السياسي قال: “الاجواء السياسية الموجودة في البلد اليوم ليست اجواء سليمة، واذا لم تجد القيادات السياسية سبيل الحكمة للتعاطي معها فان الامور ستكون اسوأ مما هي عليه اليوم. كما تعلمون هناك اختراق لكل مؤسساتنا وهناك انكشاف في البلد من العملاء وغيرهم، وهناك استهداف للدولة، وأظن أن الحوار الهادىء ووضع الامور ضمن المؤسسات وتركها للمبادرات وللحريصين على البلد ليعالجوها بهدوء هو الأسلم والأصح لوقف التدهور واستعادة حياتنا والسير قدما فيها”.
أضاف: “بصفتي وزيرا للصحة، ليس في إمكاني القول إن الواقع الصحي بخير ونحن لا نبلغ الكمال من خلال ما نقدمه، وأعرف تذمر المواطنين من انقطاع الكهرباء وازمات السير وامور اخرى متعددة، ولولا الإنقسام السياسي في البلد لوجدنا تحركات عدة رفضا لما يجري. فعلى سبيل المثال، اذا رغب البعض بالتحرك انتقادا لوزارة الصحة، قد يمتنع عن ذلك مراعاة للانتماء السياسي لوزير الصحة. إذا، علينا الانصراف للمحافظة على البلد واعطاء كل قضية في البلد حقها ووضعها في اطارها الصحيح وهذا لا يجب ان يلهينا عن بناء البلد وان نقوم بخطوات انتاجية للمواطن تساعده في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها”.
وألقى ميقاتي كلمة قال فيها: “في كل مرة نفتتح فيها مركزا صحيا أو إجتماعيا في طرابلس الحبيبة أشعر بالاعتزاز لأننا استطعنا من خلال “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” التي أنشأناها قبل اثنين وعشرين عاما أن نبلسم جراح أهلنا ونعوض منطقتنا بعض ما فاتها من رعاية المؤسسات الرسمية نتيجة الاهمال المزمن أولا والظروف المالية الصعبة للدولة. وبعدما بدأنا على الصعيد الصحي بمستوصف متواضع في منطقة باب الرمل قبل أكثر من عشر سنوات فإن مستوصفاتنا انتشرت في أحياء عدة من طرابلس وضواحيها وصولا الى القرى النائية في عكار والضنية وغيرها، ولا أذيع سرا إذا قلت أن خدمات الجمعية في مجال التقديمات الصحية في مدينة طرابلس بات يناهز الكثير مما تنفقه الدولة من خلال موازنة وزارة الصحة في العاصمة الثانية”.
أضاف: “من هذا المنطلق، أتوجه الى معالي الوزير، وهو المطلع تمام الاطلاع على الواقع الصحي والاجتماعي، لأقول أن الوقت حان لتفعيل التعاون بين القطاعين العام والخاص وتعزيزه من أجل الوصول الى خدمة أفضل، فلا القطاع العام قادر وحده على القيام بالمهام الكثيرة المطلوبة منه، نظرا إلى الواقع المالي الدقيق للدولة، ولا القطاع الخاص يمكنه أن يحل مكان الدولة. هذه رسالة إجتماعية ملحة اضعها بين يديك يا معالي الوزير، وإنني على ثقة أنك قادر على توفير متطلباتها لخدمة المحتاجين ولا سيما في منطقتنا الحبيبة”.
وعن الوضع السياسي قال: “شهدنا في الايام الماضية تطورات عسكرية في جنوب لبنان برهن خلالها الجيش عن بطولة في مواجهة انتهاكات العدو الاسرائيلي للسيادة اللبنانية، وهذا يحتم على الجميع دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته لأنه صمام الامان للوحدة الوطنية ورمز الانصهار والتلاحم بين مختلف مكونات الشعب اللبناني. ومع حلول شهر رمضان المبارك، شهر الخير والصوم والصلاة، نأمل أن يسود الهدوء والاستقرار وطننا لبنان وأن يتاح المجال أمام تقويم هادىء لكل ما حصل من تطورات خلال الفترة الماضية وبحث الخيارات المتاحة واستقراء معالم المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية الداهمة والمتوقعة”.
وختم ميقاتي: “مهما حصل من تطورات، نعتبر أن وحدتنا الوطنية هي الاساس لأنها صمام الامان لوحدة الوطن، ومهما كانت المؤامرة على وطننا متعددة الوجوه فالأكيد أننا بوحدتنا قادرون على إسقاط المؤامرة ومنع أي كان من استغلال خلافاتنا الداخلية. وأي خلاف داخلي في اي موضوع كان، يبقى ثانويا أمام أولوية الحفاظ على وطننا وكياننا ووحدتنا الوطنية”.
في الختام، جال ميقاتي وخليفة في مراكز العزم ومنها “مركز العزم للبيوتكنولوجيا” في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية.