تحت رعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد يوسف بركات، اقامت بلدية عكار العتيقة احتفالا حاشدا بعيد الجيش ، في حضور رياض نادر ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، اهالي الشهداء العسكريين، وحشد من الفعاليات الاجتماعية والروحية والثقافية والتربوية من البلدة والجوار…
بداية النشيد الوطني اللبناني فدقيقة صمت على ارواح شهداء الجيش فترحيب من عريف الاحتفال شفيق الشعار.
كلمة البلدية القاها رئيسها خالد بحري الذي اعتبر ان الاحتفال هو لتوجيه الحب والتقدير والوفاء للجيش المفدى في عيد تأسيسه ولقائده العماد جان قهوجي وللتعاطف الاخوي مع عائلات الشهداء العسكريين من ابناء البلدة.
وقال: “ان الاحداث الأليمة والدامية التي يشهدها وطننا الحبيب لبنان كل فترة، والتي كان من اشدها الما وفاجعة، استشهاد دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كادت ان تفقدنا الامل والثقة حتى بأنفسنا احيانا، لولا الامل والثقة الباقية لنا، بوجود جيشنا اللبناني البطل والمقدام الى جانبنا، جانب الوطن وكل اللبنانيين على السواء وكذلك مؤسساتنا الامنية الشرعية التي تسهر على أمننا وراحتنا”.
وتوجه بخالص التحية والاجلال الى ارواح الشهداء العسكريين عامة والى شهداء البلدة خاصة الذين سقطوا في مختلف ميادين الدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الاسرائيلي وما تتعرض له البلاد من اعمال ارهابية خارجة عن القانون.
كلمة ذوي الشهداء القاها كامل الشعار عم الرائد الشهيد وليد قال فيها: “في مطلع كل آب محطة لتجديد معاني الشرف والتضحية والوفاء، وقفة لتأكيد الثقة والاعتزاز بالوطن الغالي وجيشنا المفدى. انه لامعنى لحياة شعب، كل شعب بدون ذكرى وذاكرة، ذاكرتنا في المقام الاول ذكرى تأسيس من رمزه صفات الاعتزاز بالانتماء الى وطن والدفاع عنه حتى الاستشهاد. ذاكرتنا ان الدماء الغالية لشهداء وجرحى جيشنا الغالي، ان هي الا من أجلنا وطننا ليبقى قويا صامدا في مواجهة آلة العدوان الاسرائلي التي لم تتوقف، وارهاب وانحراف الداخل المتلاقي مع العدوان وهما وجهان لعملة واحدة”.
ورأى الشعار ان الالتفاف والتضامن البديهي حول الجيش ومعه فاجأ الارهاب واحبطت مشاريعه، مؤكدا على الاستعداد الدائم لتقديم المزيد من الشهداء فداء للوطن والجيش الغالي.. شاكرا المجلس البلدي على مبادرته المقدرة من عائلات الشهداء. معلنين انهم دائما الظهير الامين والوفي لجيشنا الباسل والمفدى وقيادته الحكيمة الشجاعة.
كلمة قائد الجيش القاها ممثله العقيد يوسف بركات الذي نقل في بدايتها تحيات العماد جان قهوجي الى اهالي الشهداء العسكريين والى ابناء عكار العتيقة عامة. معربا عن امتنانه بهذه المشاعر الوطنية التي تلتصق بوجدان كل فرد من ابناء المنطقة، وتسري في العروق محبة وايمانا بجيش الوطن. كما نوه بالمبادرة الطيبة للقيمين على هذا الاحتفال، حيث تنادى الجميع الى رفع الصوت احتفالا بالجيش وتكريما لشهدائه.
بركات توجه الى ابناء عكار قائلا: “اعلموا ان اعتزازكم بالشهداء العسكريين من ابناء البلدة الذين سقطوا في مواجهة الارهاب في نهر البارد، يوازيه اعتزاز الجيش والوطن بكم، كيف لا وعكار قلعة الوطنية الشامخة بأبناء البلدة واخوتها جميعا، ولاتزال الرفيقة الوفية للجيش منذ خطواته الاولى، فلطالما شكلت منبع الرجال الابطال الذين لم يتأخروا لحظة عن تأدية نداء الواجب وبذل الارواح رخيصة على مذبح الوطن، حتى اضحى كل بيت في هذه المنطقة الغالية يرصع صدره بشعار الشرف والتضحية والوفاء، وكل بيت فيها لايخلو من عسكري من ابنائها او متقاعد او من شهيد قضى في سبيل لبنان”.
اضاف العقيد بركات: “وللوطن كما للجيش في قلب عكار مساحة واسعة من المحبة والعطاء، فمثلما اختصر ابناؤها محبة الله في في طوائفهم ومذاهبهم، استطاعوا الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك في اصعب الظروف وادقها، مقدمين للعالم بأسره ابهى صورة عن لبنان الرسالة والحضارة”.
تابع: “ان رسالة الجيش حماية حدود الوطن والدفاع عن الشعب والارض مهما تبدلت وجوه الاعداء، فكما واجه رجاله ببسالة فائقة الارهاب المجرم في نهر البارد منذ ثلاث سنوات، ها هم بالامس القريب يسطرون عند الحدود الجنوبية ملحمة بطولية اخرى في مواجهة العدو الاسرائيلي الغادر.. ان في كلتا المواجهتين تأكيد على خطر هذين العدوين ويشكلان وجهان لعملة واحدة”.
وأكد بركات على تمسك الجيش بدوره الدفاعي والامني واستعداده لبذل اقصى التضحيات في سبيل تحقيق اهدافه الوطنية النبيلة.وقال:” نحن اليوم لانتذكر جرائم الارهاب بقدر ما نتذكر تضحيات شهدائنا، كما لانتذكر غدر المجرمين بقدر مانتذكر الشهادة في قدسيتها وعطائها، ونحن لانتذكر عبث القلة القليلة بأمن المواطنين بقدر ما نتذكر وفاء المجتمع باكمله لجندي البلاد واخلاصه له وانتمائه الى رسالته الانسانية والوطنية التي تلتقي عندها اسماؤه وتضمحل، وحينما ينادى على الجندي المجهول ، ينبري كل عسكري من مؤسستنا قائلا ها انذا….”.
بعد ذلك سلم رئيس البلدية درعا تقديريا الى ممثل قائد الجيش العقيد يوسف بركات، كما سلم الاثنان دروعا تكريمية لذوي الشهداء.