احتفلت جامعة المنار في طرابلس بتخريج الدفعة الرابعة من طلابها في مختلف الاختصاصات لكلياتها الخمس العاملة حالياً وذلك في المدرج المكشوف في حرم الجامعة.
حضر الاحتفال عدد من أعضاء مجلس الأمناء يتقدمهم رئيس مجلس الأمناء الرئيس عمر كرامي كما شارك فيه مقبل ملك ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور مصطفى حلوة ممثلاً الوزير محمد الصفدي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، سعد الدين فاخوري ممثلاً النائب روبير فاضل وعصام كبارة ممثلاً النائب محمد كبارة، النائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن، عبد الرحمن الرافعي ممثلاً النائب السابق الدكتور عبد المجيد الرافعي، رئيس المجلس التنفيذي في حزب التحرر العربي فيصل كرامي، رئيس محكمة طرابلس الشرعية القاضي الشيخ سمير كمال الدين، رئيس جمعية المشاريع الخيرية فرع الشمال طه ناجي، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتاعية في الجامعة اللبنانية الدكتور ابراهيم محسن، نقيب أطباء طرابلس والشمال الدكتور فواز البابا ورئيس القسم الشرعي في الكلية الاسلامية الشيخ غالب سنجقدار، إضافة الى رؤساء البلديات ونقباء المهن الحرة ورجال الدين وأهالي الخريجين.
بدأ الاحتفال بدخول الخريجين يتقدمهم رئيس الجامعة الوزير السابق الدكتور سامي منقارة ومديري الكليات والأساتذة حيث جلس كل في المقعد المخصص له وكان ضيف الاحتفال نائب رئيس الحكومة الأسبق الدكتور الياس سابا ومقدم الحفل الدكتورة مهى كيال وكان اللافت بين الخريجين أحد الطلاب في اختصاص قبطان بحري .
البداية كانت بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة عزفتهما الفرقة الموسيقية التي يشارك فيها عدد من طلاب الجامعة ثم كلمة رئيس الجامعة الدكتور منقارة التي قال: “إن الجامعة لا تسعى لأن تحقق ما لم يستطع الغير أن يقوم به بل تريد أن تحقق ما لم يفكر به أحداً من قبل ، لهذا تم اختيار الكليات بما يتوافق مع حاجات سوق العمل في لبنان وفي الوطن العربي وبذلك فإن كلياتها الثماني تقدم للطلاب أربعة وأربعون اختصاصاً تغطي جميع أنواع العلوم الحديثة. ولما كان لبنان، هذا الشاطئ المتمادي على المتوسط ، يفتقر الى مؤسسة جامعية لإعداد ربابنة السفن ومهندسيها فقد، سعت، وتمكنت، جامعة المنار من استحداث اختصاص العلوم البحرية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري”.
وخاطب منقارة الخريجين قائلاً: “إن وطنكم بحاجة إليكم بما تختزنون من أخلاق رفيعة وعلوم متقدمة ذلك أن الأوطان باتت تقاس بمدى رقي شعوبها وبما تتحلى به من قيم ومبادئ وما بلغته من مستوى في الحضارة. لذلك أوصيكم بان تكونوا على قدر المسؤولية وان تحافظوا على ما تربيتم عليه وعلى ما تعلمتموه في جامعتكم وأن تكونوا متميزين في محيطكم ولكم فيمن سبقكم من خريجي الجامعة خير قدوة لأنهم اثبتوا عن أخلاق رفيعة وجدارة علمية في العمل مما دفع مؤسساتهم الى الاتصال بالجامعة طلباً لخريجيها لضمهم الى صفوفها واعلموا أن الحياة هي المدرسة المستمرة فاستفيدوا من علمكم وتجاربكم للارتقاء إلى مستوى المواطنية الصالحة لتكونوا خير ممثل لجامعتكم ووطنكم ولكي تشكلوا الدعامة الأساسية في بناء مجتمعكم وبذلك تكون جامعتكم قد حققت فعلا ما تصبو إليه.
أما كلمة الخريجين فقد قدمها كل من الطالب محمد بناكلش باللغة الانكليزية والطالبة مريم طالب باللغة العربية فأكدا اعتزازهما “بهذا المستوى التربوي والعلمي الذي نهلوه في رحاب الجامعة”. ووعدا بـ”مواصلة مشوار النجاح على طريق تحقيق الأحلام الطموحة والانخراط في بناء المجتمع والوطن لبنان الذي نحب”. وشكرا “ادارة الجامعة على الأداء التربوي المتميز وعلى الراحة النفسية التي قدمت لهم خلال سنوات الدراسة حيث استزدنا من علم اساتذتنا الذين اناروا عقولنا بخبراتهم وأوصلنا مباشرة لكل ما يستجد من نظريات العلم وتطبيقاته”.
أما ضيف الاحتفال الدكتور الياس سابا فقال: “تنضمون اليوم الى الآف اللبنانيين، اصحاب الكفاءة والاختصاص ، الذين يفخر بـهم لبنان. كما يفخر بنسبتهم المرتفعة الى مجموع ابنائه، الذين هم اثمنُ واغلى مورد من موارده. واكثرُها انتاجاً. قد يفاخر الغيـر بموارده الطبيعية الوافرة، من حديد وبوتاس وذهب ونفط وغاز الخ …. كما يفاخر الغيـر بسعة رقعـة ارضهُ وثرواتـه الزراعية. اما نحن في لبنان، فثروتنـا هي بحق عقول بناتنـا وابنائنـا، الذين يتميزون بتحصيل عالٍ، وبقدرةٍ غيـر مسبوقة على التأقلم مع كل غريبٍ وحديث! والملفت ان هذه الثروة، هي ثروة متجددة، متزايدة ومتنامية، في حين ان المواردَ الطبيعية تشكل ثرواتٍ ناضبة ! فالعلم هو اهم واثـمن ثروة يمكن ان يحصل عليها انسانٌ او وطن . فهي مثلاً، لا تتعرض للسرقـة ، او الضياع، او التلف، او الحريق ….كما لا يمكن لحاكم حاسد ان يؤممها او يصادرَها. ولقد كانت ثروة لبنان البشريـةُ هذه السببَ الرئيس وراء الرخاء الاقتصادي والنمو في مستوى الدخل”.
ووجه سابا للخريجين نصيحتين فقال: “اولاً :لا تستسهلوا الحلول الهينة لأي مشكلة تواجهونـها. فالطريق المختصرة او القادومية Shortcut غالباً ما تكون الخيار الأسوء. لذلك تبصّروا واختاروا الطريق الذي يؤدي الى افضل نتيجة وان طال الوقت. لا تختصروا.
ثانياً : امامكم طريقان في حياتكم : إِما الطريق الذي يوصل الى المراكز والمناصب والمكاسب، وهو طريق شديد الاغراء، او الطريق الذي به تحافظون على مبادئكم وقناعاتكم ومواقفكم . وهو الطريق الشائـك والاصعب. وهما طريقـان شبـه متوازيـان ، يكادان لا يلتقيان. والخيار هنا لكم، ولمزاجكم او طبعكم، وستحاسبون على اي طريق منهما ستسلكون”.
وأخيراً تم توزيع الشهادات على الخريجين بعد ان استمع الحضور الى باقة من المقطوعات الموسيقية لأغانٍ شعبية محبوبة ثم انتقل الجميع الى حفل كوكتيل.