سبعة وثلاثون سنة مرت على نظير شاكر وهو يعمل في مؤسسة مياه لبنان الشمالي.. وبعد 34 سنة من العمل المتواصل كأجير في المؤسسة يتقاضى أجره حسب ساعات العمل، تم تصنيفه فئة رابعة، لم يتجاوز 900 الف ليرة مع كل الحوافز.
وضعه الاقتصادي من سيئ الى اسوأ، مثله مثل باقي العاملين في هذه المؤسسة، ديون تلازمه في مشوار عمره ويتساءل متى يرتاح منها؟.. أمله في القرار الذي صدر عن مجلس الادارة في 22/3/2007 بمنح “الاجير” أي المستخدم في مؤسسة لبنان الشمالي درجة تدرج عن كل ثلاث سنوات من مدة خدمته، لكن صدق القرار من قبل وزير الطاقة والمياه بتاريخ 24/5/2007، لكن مجلس الادارة عاد وألغتاه رغم صدوره حسب الاصول من قبل “سلطة الوصاية” وحتى هذه الساعة يأمل شاكر وزملاءه وعددهم 340 موظفا من كافة مناطق الشمال اعادة احتساب الرواتب والاجور.
شاكر لخص قضية العمال والمستخدمين الذين احتشدوا أمام مقر مياه لبنان الشمالي في اعتصام مفتوح يوميا حيث نصبوا خيمة اعتصام حتى تحقيق المطالب، رفعوا الشعارات والملصقات وعنوان الاعتصام “كفى مماطلة في التنفيذ”.. “كفانا انتظار”..
ومن بين الجموع الحاشدة الوافدة من الكورة وعكار وزغرتا والضنية والمنية والبترون خرج رئيس نقابة مستخدمي وعمال المؤسسة كمال مولود يتلي بيانا يطالب فيه بتطبيق المادة 27 من نظام المستخدمين الذي صدر عام 2005، واقرار الآلية التي تؤمن الطبابة والاستشفاء للذين انتهت مدة خدمتهم مع كافة أفراد عائلاتهم وذلك وفقا لتعرفة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لافتا الى وضعهم الاقتصادي والاجتماعي الذي لا يحسدون عليه.
ودعا مولود المدير العام الى اصدار قرار يعيد احتساب الرواتب والاجور، واعطاء المستخدم درجة تدرج عن كل ثلاث سنوات فعلية قضاها في المصالح واللجان المائية، ايضا طالب بتعديل الانظمة المتعلقة بتنظيم المؤسسة لناحية تمديد العمل وتسوية اوضاع اوضاع المستخدمين والمتعاقدين والاجراء والعمال الموجودين في الخدمة والمستوفين للشروط، “متهما الادارة بالتلكؤ عن اجراء المباريات المحصورة لدى هذه الشريحة المذكورة”.
ورفض مولود باسم المعتصمين قبول أي دعوة لاجراء اي مباريات لتعبئة أي مركز وتحت أي مبرر قبل اعطاء العاملين الموجودين في الخدمة حقوقهم وتسوية اوضاعهم.
كما طالب مولود بتطبيق نظام عائدات الجباية مع الاسراع بالتعديلات الضرورية، مع تطبيق العدالة والمساواة بين المستخدمين كي تؤدي نتائجها، ومن المطالب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وذلك بعد ان تم تنفيذ نظام تقييم الاداء، والعمل بنظام الية الترفيع للمستحقين لانه ينعكس ايجابا على اداء وتطوير عمل المؤسسة.
وختم مناشدا كل المسؤولين الضغط على الادارة من اجل تنفيذ وتطبيق المراسيم والانظمة، مؤكدا استمرار الموظفين في الاعتصام المفتوح الى حين تحقيق كل مطالبهم.
أجير آخر لم يشأ ذكر اسمه أكد ان هذا التحرك هو فقط مطلبي، رافضا أي تسييس له، قائلا “لسنا من هواة السلبية لكننا نتحرك لتنفيذ الانظمة والقرارات النافذة والصادرة حسب الاصول، مستغربا تجاهل مجلس الادارة لحقوق العمال الذين يؤمون الخدمات للمواطنين”.
أجير ثالث سأل “ان راتبا لا يتعدى الـ 700 الف ليرة في حده الاقصى، واخرون لا يتجاوز راتبهم الـ 350 الف ليرة وهم ارباب وعائلات معدل اولادهم الوسطي 5 اولاد كيف يستطيع رب عائلة هذا هو مقدار راتبه ان يعيش بكرامة، في ظل آذان صماء وقرارات مجحفة لا تقدر عرق العامل والمستخدم، كل ما نطلبه هو الحق والعدالة.
ويواصل العمل اعتصامهم المفتوح لليوم الثاني في الخيمة رافعين شعارات حق الطبابة والاستشفاء وهدد العمال باللجوء الى التصعيد في حال لم تتحقق القرارات والمراسيم
وكانت نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الشمال تلقت سلسلة إتصالات وبيانات تأييد من كثير من النقابات، وزارها رئيس إتحاد عمال الشمال شعبان بدرا، ورئيس نقابة عمال بلدية طرابلس شعبان خضور، ورئيس نقابة عمال أنابيب المستقبل عباس البضن، ونقيب عمال الخياطة محسن إبراهيم.