في التفاتة فيها الكثير من التقدير و العرفان و في احتفالية تنوع الحضور فيها ما بين الخاص من صفوة المجتمع الشمالي و العام من دعوات عامة للمحبين و المهتمين، نظم مركز العزم الثقافي – بيت الفن حفل تكريم للموسيقار الكبير ملحم بركات برعاية دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الاله ميقاتي و حضور ممثل دولة الرئيس ميشال عون و رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى و ممثل اللواء اشرف ريفي و الدكتور مصطفى اديب و السيد عبد القادر علم الدين و حشد من شخصيات المجتمع المدني.
و ما كانت الا الساعة السابعة عندما ارتجت جنبات بيت الفن بالتصفيق الحار من محبي الموسيقار العبقري الضيف عندما اطل من بين الجمهور باطلالته المحببة.
افتتاحا بالنشيد الوطني البناني ثم بكلمة مركز العزم الثقافي – بيت الفن التي القاها الدكتور مصطفى اديب نقل فيها تحيّات دولة الرئيس ميقاتي إلى المكرّم بركات وإلى الحاضرين مؤكّدا على دور مركز العزم في تكريم المبدعين في لبنان ورعاية المواهب و التي جاء فيها:
” يسعدني و يشرفني أن ارحب بكم في معلم من معالم مدينة العلم و العلماء، هذا الصرح الثقافي الواقع في طرف مشع من مدينة الموج و الافق.
أهلا بكم في مركز العزم الثقافي – بيت الفن، بيت كل فنان و مبدع وبيت كل محب للفن ومتذوق له و في ذلك تطابق مع رغبة دولة الرئيس نجيب ميقاتي في دأبه و سعيه الدائمين على رعاية الفن و الثقافة.
من الفلاسفة من رأى ان في الموسيقى قدرة ما تتجاوز كونها وسيلة من وسائل الاتصال،ينقل الفنان من خلالها افكاره و انفعالاته الى الاخرين فقط، بل هي اكثر من ذلك، مثلما رأى أفلاطون أن للألحان و المقامات و الاقاعات معاني و دلالات ذات تأثير قوي على أخلاق و سلوك الانسان، فالموسيقى التي تعبر عن الجمال تكسب النفس تآلفا و اتزانا غايتهما التعرف على المطلق”….”أما اليوم ايها السادة، فنجتمع لتكريم فنّان عبقري مبدع ،اتقن لغة الملائكة فأصبح معلما فيها يغذي نفوس السامعين بالحانه و يغسل ارواحهم من غبار الحياة اليومية بموسيقاه. هو ارزة من لبنان ، يشكل الى جانب نخبة من فنانينا الكبار، ارثاً وطنياً، فنياً ، موسيقياً و غنائياً نفتخر و نعتز به.
و هو صاحب رسالة وطنية يعبر عنها من خلال الكلمة و اللحن و هذا ما يجعل من الموسيقار ملحم بركات، ملحمي في الحانه و مبارك في كلماته”…..” ان تاريخ الفيحاء يشهد لها بالحراك الثقافي و العلمي و الفني و الأدبي والشعري والديني فكان من المستحيل ان لا يلتفت له دولة الرئيس نجيب ميقاتي بالدعم فكان هذا المركز الثقافي الفني الواعد يتعهد انشطة المبدعين من الفنانين و الادباء والشعراء والعلماء وعشاق المعرفة.”
فكلمة الدكتور جان توما مرحبا بالموسيقار الضيف،مستعرضا اعماله الغنائية و الموسيقية وعمله السينمائي الوحيد و متحدثا عن كافة جوانب حياته الفنية و جاء فيها:
“دولة الرئيس نجيب ميقاتي ، أيها الحفل الكريم، أهلا وسهلاً بكم في جمهورية دولة الموسيقار ملحم بركات السيمفونية.
يعرف دولة الرئيس نجيب ميقاتي المثقف أنّك كثيرًا ما تعثر على مئة عامل بالشأن العام ،ولكنك نادرًا ما تجدّ فنانًا واحدًا بمستوى ملحم بركات. لذا أراد دولته أن يكون تكريم ملحم بركات في مركز العزم الثقافي – بيت الفنّ اعترافًا بالمواهب الخلاّقة التي يمنّ بـها الوطن على أبنائه ليرفعوا شأنه ويثمّنوا أمرَه، وفي هذا الوطن قال بركات : “وأنا غنيت..لعيونك غنيت، لقربك غنيت.. غنيت غنيت.. والله غنيت”.
سألت احدهم: هل ستأتي إلى مجلس ملحم بركات؟ أجابني” بلغي كل مواعيدي ” لأجله.
وقال لي آخر: سأحضر، لأنّ المكرّم قلبه أبيض لذلك غنّى “حمامة بيضا….” لأنّها لا تفهم كلام البشر بل كلام الملهم لتتنزّل سلامًا وبركات علينا….
ملحم بركات سفير الناس إلى الناس وسفير القلوب إلى القلوب. فترى اللغة التي ابتكرها تسري على ألسنة العاشقين في مجتمع آمن مسالم:” يداوينا النسيان يا حبيبي يداوينا النسيان ونعيش بأمان يا حبيبي ونعيش بأمان”. هذا الأمان الذي يبحث عنه العاشقون لا ينـزع عنه ملحم بركات القلق والاضطراب والتوتر وهي سمات تحيي العاشقين فيداويـها بتحيّة عتاب وبالسلام:” سلّم عليها يا هوى، واحكي لها قلبي هوى، كان الهوى يحكي معي… بطّل يحاكيني الهوى”…
ملحم بركات:جئتنا في زمن ما بعد التعب ، بعد انتخابات ومناقشات ومناكفات،
ملحم بركات: “جيت بوقتك فرفح قلبي…..”
ثم اعتلى الموسيقار بركات خشبة المسرح و استلم درعا تكريمية من الدكتور عبد الاله ميقاتي و الدكتور مصطفى اديب تعبيرًا عن الامتنان لكلّ ما قدّمه لنهضة الفن اللبناني والعربي ولإبراز التراث وإعلاء شأن الفنّ الرّفيع. و قال في كلمة شكر، ان هناك امر واحدا لم يُقل عني بعد هو اني مجنون ايضا و المح على انه عندما يقوم بكتابة لحن جديد يفكر بطرابلس و حلب بسبب السميعة و اصحاب الآذان الموسيقية و وسط التصفيق الحار شكر الحضور على حفاوة الاستقبال و عبر عن محبته لأهل طرابلس و الميناء و الشمال عموما و تحدث عن مشاركته المقبلة في مهرجان بعلبك.
فكورال الفيحاء بقيادة باركيف تسلكيان الغني عن التعريف الذي غنى، على مدى اكثر من ساعة، عدة اغاني من الفولكلور العراقي و السوري و الاندلسي و اللبناني و الارمني و اغاني اخرى مثل قسم جبران الذي غناه كورال الفيحاء لأول مرة و نال استحسان الجمهور و اعجابهم و اختتم الكورال باغنية زهرة المدائن التي اصبحت مطلبا في كل مدينة يزوها الكورال و جزءا من رسالته في نشر المحبة بين مختلف الشعوب بواسطة هذه الحناجر الملائكية.
بعد الحفل الغنائي، كان كوكتيل ختامي و عشاء على شرف الموسيقار ملحم بركات.
لفته جميلة جدا والموسيقار ملحم بركات
يستحق كل يوم تقدير لانه من عمالقة الفن فهو مدرسه خاصةاخرجت جيل كبير من اهم فنانيين العصر والفترات السابقة
الله يطول بعمر الموسيقار الكبير ملحم بركات للفن