ورد في جريدتكم الغراء عدد 7689 بتاريخ 12/6/2010 ، رد من المكتب الاعلامي للنائب خالد زهرمان على مقال الأستاذ جهاد نافع ، حيث امتلأ الرد بالمغالطات وسرد وقائع تخالف حقيقة ما حصل فعلا ، وهي تأتي في إطار الارتباك الذي أصاب حليفه رئيس البلدية السابق سميح عبدالحي بعد خسارة الانتخابات البلدية ، وبناء على قانون المطبوعات الذي كفل حق الرد للجميع يهمنا أن نوضح الأمور التالية :
أولاً : كان حرياً بالنائب زهرمان أن يرد على النقاط التي تهمه في مقال الأستاذ جهاد نافع فقط دون زج نفسه في المفاوضات التي كانت تجري لتشكيل لائحة توافقية بين أطراف البلدة الثلاثة وهم الشيخ محمد بكار زكريا ممثلاً بعبد الإله زكريا والنائب السابق وجيه البعريني ورئيس البلدية السابق سميح عبدالحي ، فهو ليس له علم كامل بما حصل لأنه سمع من طرف واحد فقط ولم يطلع على حقيقة مواقف بقية الفرقاء .
ثانياً : يهمنا أن نضع الناس أمام حقيقة اللقاءات والمحاولات التي جرت لتشكيل لائحة توافقية على النحو التالي : قــــام الأستاذ عبدالاله زكريا منذ شهرين مكلفا من قبل خاله الشيخ محمد بكار زكريا ومفوضا من قبل عائلته بالتباحث والتفاوض مع جميع الأطراف في البلدة ، فجال على الكل ولم يستثن أحدا حاملا مشروع تشكيل لائحة توافقية تضم جميع العائلات والقوى السياسية وتجنيب البلدة معركة قاسية ، وقد تجلى ذلك واضحا في خطبة الجمعة بالجامع الكبير في البلدة التي حضرها جميع الأطراف والعائلات ، فقد دعا الشيخ محمد بكار زكريا في خطبته إلى وجوب المحبة بين أبناء البلدة مطالبا بالوحدة والاتحاد وأن يكون الجميع صفا واحدا في الانتخابات ، وفي نهاية الخطبة قام النائب خالد زهرمان والنائب السابق وجيه البعريني ورئيسا البلدية السابقين سميح عبدالحي وأحمد عبدو البعريني والدكتور حسين مرعي ووجهاء العائلات بالوقوف صفا واحدا وصافحوا بعضهم البعض ثم صافحوا أبناء البلدة في مشهد جميل كنا نأمل أن يدوم .
ولترجمة الأقوال لأفعال ، وبعد جملة من المشاورات المكثفة خرج الشيخ محمد بكار زكريا بصيغة توافقية يتشارك فيها القوى الرئيسية الثلاثة في البلدة ، وكانت تقضي بأن يكون عبدالاله زكريا رئيسا للبلدية للسنوات الثلاث الأولى ، وسميح عبدالحي رئيسا للثانية ، وأحمد عبدو البعريني نائبا للرئيس لست سنوات ، وتم عرض الاتفاق على آل البعريني فوافقوا عليه مشــددين أن تكون السنوات الثلاث الأولى لعبدالاله زكريا وبناء عليه اجتمع الشيخ محمد بكار زكريا مع رئيس البلدية السابق سميح عبدالحي في برقايل بحضور عبدالاله زكريا ، وذلك يوم 11 / 5 / 2010 في تمام الساعة الخامسة عصرا وعرض عليه الاتفاق المذكور مكتوبا فطلب منه مهلة تنتهي عند التاسعة مساء للتفكير ومشاورة حلفائه ، فخرج من الاجتماع ليقوم بالاتصال بآل البعريني ويعرض عليهم التحالف الثنائي بالبلدية دون مشاركة الشيخ محمد بكار زكريا ! فرفضوا عرضه .
وعند التاسعة اتصل سميح عبدالحي بعبدالاله زكريا وأبلغه رفضه أن يكون رئيسا للبلدية للسنوات الثلاث الثانية ، كما أنه لا يريد أن يكون نائب الرئيس هو أحمد عبدو البعريني .
وهكذا فرط عقد التحالف الثلاثي برفض سميح عبدالحي له وليس لسبب آخر ، وأمام هذه المعضلة قرر الشيخ محمد بكار زكريا عرض الأمر على دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ، فتم تحديد موعد مع دولته في بيت الوسط يوم الأحد 16 / 5 / 2010 ، وعندما انتشر خبر الموعد في البلدة قام البعض بمحاولة افشاله عن طريق طرح اسم شخص جديد كرئيس بلدية توافقي ، ألا وهو الدكتور صادق صلاح الدين ، وكان أول الموقعين على هذه الورقة النائب خالد زهرمان وآخـرون ، ورفض سميح عبدالحي التوقيع عليها إلا بعد توقيع الجميع ، وأشيع يومها أن الشيخ محمد بكار قد رفض التوقيع ، ولكن الحقيقة أن الشيخ طلب منهم التريث يوماً واحداً فقط لحين عودته من الاجتماع مع دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ،.
ثالثا : غير صحيح أن الشيخ محمد بكار زكريا وعبدالاله زكريا هما من أخلا بمفاوضات التحالف مع سميح عبدالحي وأنهما تخطيا فعاليات المنطقة ، فدولة الرئيس الشيخ سعد الحريري طلب من عبدالاله زكريا في اجتماع الأحد 16/5/2010 أن يكون عبدالاله رئيسا للأولى وسميح رئيسا للثانية ، وطلب منه التعاون المشترك لتشكيل البلدية فاستدرك عبدالاله زكريا وأخبر الشيخ سعد بصعوبة إقناع سميح بالثلاث الثانية لأنه حاول سابقا ، فطلب منه دولة الرئيس عندئذ أن يتعاون مع غيره إن رفض هذ الأمر ، وقد بُلغ بهذا الأمر المنسق العام حسين المصري الذي كان موجودا حينها في بيت الوسط حاملا ملف بلديات عكار ، فقام على الفور عبدالاله زكريا بالاتصال بالنائب خالد زهرمان وأبلغه أوامر دولة الرئيس الشيخ سعد ، ثم اتصل أيضاً بسميح عبدالحي وأبلغه قرار الشيخ سعد فرفض الأمر ، لأنه يريد الثلاث الأولى وأخبره أنه ماض في تشكيل لائحة القرار .
وعلى الفور قام عبدالاله زكريا بصفته مكلفا من دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري بتشكيل لائحة بلدية فنيدق بالاتصال بالمختار خالد علي طالب فاجتمع به واتفقا على تشكيل لائحة وتقاسم الرئاسة ، وحدث خلال اجتماعهما أمر لا بد أن يعرفه الجميع فقد جاء اتصال للمختار من شخص مفوض من قبل سميح عبدالحي لكي يُقنع المختار بتشكيل لائحة مع سميح !! فكيف يحق لسميح أن يتحالف مع من يسميهم معارضة ، ولا يحق لعبدالاله ذلـك !! هذا لعمري في القياس عجيب .
إلا أن المختار أبلغ المتصل المكلف من سميح برفضه لأنه وقع اتفاقا مع عبدالاله زكريا وانتهى الأمر ، ثم بدأ عبدالاله زكريا والمختار خالد علي طالب بتشكيل اللائحة فانضم إلى اللائحة جميع العائلات في البلدة وسُميت لائحة إتحاد عائلات فنيدق .
رابعا : قام المنسق حسين المصري بمحاولات حثيثة للتوفيق بين عبدالإله زكريا وسميح عبدالحي وإعادة إحياء فكرة التحالف بينهما ، فتم تحديد موعد يوم 21/5/2010 حيث حضره بالإضافة للمنسق حسين المصري كل من النائب خالد زهرمان وعبدالاله زكريا وسميح عبدالحي والحاج أحمد ديب زهرمان ، وقد حاول سميح جاهدا أمام الشيخ سعد تصوير لائحة عبدالاله بأنها لائحة معارضة لكي يكسب تأييده إلا أن عبدالاله أجابه بأن لائحته التي يرأسها وهو مستقل تضم أعضاء مدعومين من كوادر تيار المستقبل فالعضو فاروق المراد مدعوما من النائب السابق محمود المراد والمختار عبدالحليم خضرين مدعوما من شقيقه المنسق محمد خضرين كما تضم اللائحة المهندس في تيار المستقبل حسن صلاح الدين ، والحاج عمر عائشة مسؤول القطاع الرياضي بالجرد ، ووجوها من المعارضة تضم النائب السابق وجيه البعريني وشخصيات أخرى ، مضيفا بأن اللائحة تشكلت فكيف سينكث بعهوده مع الناس ويتحالف مرة أخرى مع سميح عبدالحي الذي رفض التحالف في البداية !! ، وهنا تدخل الحاج أحمد ديب زهرمان وأبلغ دولة الرئيس بأنه لا يستطيع أن يتحالف مع سميح عبدالحي في بلدية واحدة نتج عنها مشادة كلامية ، وهنا ذكر دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري بموقف الشيخ محمد بكار زكريا المشرف في الانتخابات النيابية وكيف سحب مرشحه عبدالاله زكريا لصالح مرشح تيار المستقبل النائب خالد زهرمان ولذلك قرر الوقوف على مسافة واحدة من الجميع دون دعم أي طرف .
خامساً : إن الذي يرسم سياسة تيار المستقبل في لبنان والعالم هو دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ، وهو أدرى بمصلحة التيار أكثر ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على التيار في عكار ، لذلك فقد أقر عبدالاله زكريا على تحالفه مع حلفائه لثقته الكبيرة به وبخاله الشيخ محمد بكار زكريا ولم يقف ضدهما في ذلك ، وإلا لكان قام بدعم اللائحة الأخرى ، فيكفي المتذمرون من هذا التحالف أن يحترموا موقف دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري الذي يقود سياسة متوازنة بين جميع الأطراف والقوى السياسية في لبنان ويراعي موازين القوى على الأرض .
سادساً : ورد في رد النائب زهرمان : أننا أفشلنا الاتفاق مع سميح لاعتبارات خاصة ، وهذا تضليل للرأي العام لا يجوز ذكره ، بل الحقيقة هي أن الأطراف الأخرى في البلدة اشترطوا أن يكون عبدالاله زكريا رئيس البلدية للسنوات الأولى وذلك لاعتبارات كثيرة ترتبط برغبة كل الشركاء بالتغيير بدءا بالنائبين السابقين وجيه البعريني ومحمود المراد والحاج أحمد ديب زهرمان ، والمختار خلدون طالب والدكتور حسين مرعي وغيرهم بالاضافة إلى الدكتور الشيخ محمد بكار زكريا .