أقام مجلس عكار في “المؤتمر الشعبي اللبناني”، في مركزه في حلبا، لقاء تضامنيا مع جمهورية السودان، كان ضيفه مساعد الرئيس السوداني عمر البشير نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع، على رأس وفد كبير بينه القائم بأعمال سفارة السودان الهادي صديق.
حضر اللقاء أكثر من مئتي شخصية عكارية، يتقدمهم النواب السابقون: وجيه البعريني، محمد يحيي وجمال اسماعيل، المتروبوليت باسيليوس منصور مطران عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، أمين سر رابطة قدامى القوات المسلحة في عكار جورج الرشكيدي، ورؤساء بلديات وفعاليات تربوية واجتماعية.
بدأ اللقاء بالنشيدين اللبناني والسوداني، ثم ألقى مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الدكتور أسعد السحمراني، كلمة أكد فيها التضامن مع السودان “في مواجهته للتحديات الإستعمارية المتمثلة باستهداف وحدته الوطنية ووحدة ترابه الوطني، لأن هذا المشروع التمزيقي، إنما هو ماسموه الشرق الأوسط الجديد الذي يعمل له الصهاينة والأميركييون لتفتيت الأمة العربية إلى كيانات طائفية وعرقية ومذهبية”.
ورأى أن جمهورية السودان “مستهدفة بفعل موقعها ودورها في الفضاء العربي الإفريقي إستراتيجيا وقوميا واقتصاديا وفي كل المجالات، ولأن الإستعمار الصهيوأميركي عنده مشروع يستهدف الأمة كلها”، معتبرا أن ذلك يتطلب “وحدة مقاومة ووحدة في المواقف والصمود”.
نافع
ثم تحدث الدكتور نافع، فشكر المؤتمر الشعبي على مبادرته، والحضور، وعرض بعد ذلك أهداف “المشروع الإستعماري الذي يريد أن يجعل من السودان خمس كيانات صغيرة، ولهذه الغاية دعم الأميركييون ومعهم الغرب والعدو الصهيوني، حركات التمرد والإنفصال في الجنوب، وبعد ذلك في دارفور في الغرب، وفي كل مرة كانوا يطلقون عليها اسم حركات تحرير السودان، ومقصدهم هو ضرب عروبة السودان ووحدة السودان وجعلها أشلاء ممزقة”.
وقال إن أصحاب هذا المشروع “استغلوا بعض الأمور الصغيرة لاثارة هذه الفتن كالطروحات العرقية أو القبلية، ولكن السودان يعيش وحدة راسخة خصوصا في الجانب الديني حيث لا وجود لشيء اسمه صراعات طائفية وكانوا يريدون من خلال إثارة النزاعات وحركات التمرد إسقاط حكم جبهة الإنقاذ بقيادة فخامة الرئيس عمر البشير كي يتحكموا بالسودان شعبا وكي ينهبوا ثروته ومقدراته”.
وأضاف إن السودان “تصدى لكل محاولات التمرد والأحداث الأمنية التي طالت أيضا أطراف العاصمة”، مستعرضا مشاريع الانماء “في كل ناحية من السودان”، ودعم الاقتصاد واستقطاب الاستثمارات ودعم قدرات الجيش، إضافة إلى “تفعيل دورنا في حمل هموم الأمة العربية والإسلامية من فلسطين إلى العراق وسواهما، وعززنا تواصلنا مع محيطنا القاري الأفريقي، ربما يكون كل ذلك سببا للحقد الإستعماري ولمحاولاته في ضرب قيادتنا ودورنا”.
وأعرب عن تطلع بلاده “إلى تفعيل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والإتحاد الأفريقي، كي نستطيع معا تعزيز خط الممانعة والمقاومة والصمود، متكلين على الله تعالى وعلى شعبنا المناضل الذي نفخر بصموده”.
طرابلسي
بعدها ألقى عضو قيادة المؤتمر الشعبي المهندس سمير طرابلسي، كلمة استذكر فيها للسودان “موقفا تاريخيا نفخر به، يوم خرج السودانيون بعد نكسة حزيران 1967 لاستقبال الرئيس جمال عبد الناصر هاتفين بالصمود وبالدعوة إلى التضحية والفداء، وكان في هذا المناخ مؤتمر الخرطوم واللاءات الثلاث: لا صلح، ولا مفاوضات، ولا اعتراف بالعدو الصهيوني بل مقاومة حتى النصر والتحرير”.
ووضع استهداف السودان في إطار “مشروع الشرق أوسطية الذي يستهدف الامة العربية من السودان إلى لبنان والعراق إلى فلسطين إلى كل بلد وموقع. وهذا المشروع يهدف إلى تقسيم الأمة وتفتيتها إلى كيانات صغيرة يتحكم بها العدو الصيهوني والغرب وأميركا. وهذا المشروع الإستعماري يحتاج إلى مشروع قومي عربي واحد يلتزم المقاومة”.
وإذ استنكر قرار محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس السوداني، قال إن “الأميركي والصهيوني لم يوقعا على اتفاقية محكمة الجنايات الدولية، ويمارسان العنف وأقصى درجات الإجرام في فلسطين على مدى ستين عاما، وفي العراق حيث قارب عدد الضحايا المليون والنصف مليون، وعدد المهجرين أكثر من أربعة ملايين، وكان الأحرى أن تتحرك المؤسسات الدولية لردع هذه الوحشية وهذا الإجرام”.
المطران منصور
وفي الختام، تحدث المطران منصور مرحبا بالضيوف باسم عكار والعكاريين، وانطلق في كلمته من أن عكار “رمز للوحدة الوطنية ونموذج للعيش الإسلامي المسيحي القائم على الألفة والمحبة في مواجهة دعوات التعصب والتقسيم الإستعمارية. وهذا النموذج يصلح لكل الساحات العربية لأن مقاومة المشروع الإستعماري تكون بالتمسك بوحدتنا على المستوى العربي والوطني”.
اضاف: “وإننا إذ نتضامن مع السودان الشقيق رئيسا وقيادة وشعبا في كل موقف وأمام كل تحد له فإن موقفنا هذا هو نفسه مع فلسطين ومع العراق ومع مصر ومع دول الخليج ومع كل الدول العربية، لأننا أمة واحدة وهمومنا واحدة وقضايانا واحدة، ومؤامرة الإستعمارية واحدة بدأت منذ أكثر من ألف عام ولن تتوقف إلا إذا استطعنا أن نهزمها وأن نطرد كل محتل من أرضنا وأن نقاوم كل شكل من أشكال الغزو”.
وحمل المطران منصور تحياته وتحيات العكاريين للدكتور نافع علي نافع إلى رئيس جمهورية السودان قيادة وشعبا.