منابع الأطياب حين تقرأه فأنك تعثر بين دفتيه على أطياب شعر لشاعر مرهف الأحاسيس إذ تدرك لحظة قراءة القصيدة الاولى أنك بالفعل أمام فيض من ينابيع الطيب تفوح من ذات شاعرية تنمّ عن سر عمر الشاعر الذي بدا متالما من واقع معاش ومن حياة مليئة بالقرف..لكنه لا يقنط داعيا الى الأيمان لأن الشر ليس بدائم.
في قصائده بدا شوقي الياس انه القى بأحزانه أحرفا وكلمات الى درجة أنه راى الورد يبكي وروحه حزينة ومزاجه مكتئب .. لكنه دائما يأمل بصبح يكشح الحزن هو صبح انفراج ..
وشوقي الياس يعلن ملله من الماكرين ويعادي المارقين :
“مثلما الثلج وأنقى !هكذا قلبي سيبقى .. ما قُهرت ..
طالما للعيش حرا قد سعيت!”
“منابع الأطياب” ديوان يطوف القاريء فيه بين قصائد كأنها حدائق الاحاسيس تتدفق من وجدان صادق ومن قلب مفعم بالشاعرية تنبيء أن الشاع قد تخطى حدود الشعر ليخاطب مشاعر واحاسيس كل أمريء في حياتنا المليئة باليسر والعسر ، بالخير وبالشر،لكن يبقى أن نقول لشاعرنا أن الأنسان ليس مفقودا في هذا الوجود حسب ما جاء في اهدائه ، بل إن الانسان – المجتمع هو وجوب الموجود وموجود في وجدان وقلب كل شاعر يؤمن بالقيم وفي وجدان كل من يسعى لأجل حياة أفضل وفي قلب كل مكافح صادق عنيد بإيمانه يعمل في سبيل وجود حي فاعل..