أعلن نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة وعدم التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، موضحاً الأسباب التي دفعته إلى العزوف، متمنياً أن يمر الاستحقاق الانتخابي في جو آمن وهادئ، وانه سيبقى على مسافة واحدة من كل المرشحين، ملتزماً الحياد الايجابي التام إزاء جميع الأفرقاء المتنافسين، ومؤكداً أن أبواب مكاتبه ومؤسساته ستبقى مشرعة للخدمات الإنسانية والإنمائية والوطنية.
كلام فارس جاء خلال مؤتمر صحفي عقده مدير أعماله في لبنان المهندس سجيع عطية في مكتب عصام فارس في حلبا، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وقضائية. وقال عطية:
“لما كانت البلاد مشرفة على الانتخابات النيابية، وبنتيجة استعراضي للوضع من مختلف جوانبه، وبخاصة في منطقتي الحبيبة عكار، وبعد أن استذكرت الأسباب التي دفعتني إلى العزوف عن الترشح في الانتخابات الأخيرة”.
وأعلن عطية قرار فارس بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة وبعدم التدخل مباشرة أو غير مباشرة فيها لأسباب عدة أهمها:
“أن قانون الانتخابات لم يحقق طموحاتنا بالشكل الذي يؤدي إلى انتخابات تعبر أفضل تعبير عن الإرادة الشعبية، خصوصاً أنه لم يعتمد مبدأ النسبية الذي انطوى عليه المشروع المعد من قبل الهيئة التي شكلها مجلس الوزراء برئاسة الأستاذ فؤاد بطرس، ولم يأخذ بعين الاعتبار تقسيم عكار إلى أقضية وكما ورد أيضاً في اقتراحات هيئة فؤاد بطرس”.
وتابع: “إنني أؤمن أن العمل البرلماني القائم على التشريع ومراقبة ومحاسبة السلطة الإجرائية والاهتمام بإنماء المنطقة التي يمثلها النائب، يقتضي تفرغاً والتزاماً كاملاً ليتمكن من القيام بمهماته وواجباته على الوجه الأفضل، وان التزاماتي خارج لبنان تحول بيني وبين هذا التفرغ”.
وتمنى فارس أن يمر الاستحقاق الانتخابي في جو آمن وهادئ، وفي مناخ حضاري تخيم عليه الأصالة اللبنانية ومفعم بالديمقراطية والحرية والشفافية وضمن روح الأخوة والمواطنية والحياة المشتركة التي تميز أبناء عكار.
وختم عطية موقف فارس: “سألتزم الحياد الايجابي التام إزاء جميع الأفرقاء المتنافسين، وباقياً على مسافة واحدة من كل المرشحين، وستبقى أبواب مكاتبنا ومؤسساتنا مشرعة للخدمات الإنسانية والإنمائية والوطنية، كما ستبقى عكار في عقلي وقلبي ووجداني دائماً أينما وجدت”.
ورداً على أسئلة الصحافيين أجاب عطية:
“دولة الرئيس سيكون على حياد تام ومسافة واحدة من الجميع، لا داعم ولا حليف لأي جهة كانت”.
وحول لقاء فارس والحريري قال:
“اللقاء بين فارس والحريري في فرنسا، كان مفعماً بالمحبة والاحترام والتجاوب والانفتاح، ولم يتم البحث لا في وضع المسلمين ولا في وضع المسيحيين، بل تم البحث بشكل عام بمجمل الوضع القائم. كما أبلغ فارس الحريري بعدم ترشحه وعدم تدخله مباشرة في الانتخابات. وهذا القرار ناتج عن القضايا التي ذكرناها آنفاً، ومنها صداقاته مع جميع الأطراف. والبلاد بحاجة إلى شخص عصام فارس ليكون ضمانة توافقية بعلاقاته مع جميع الأطياف، حتى يبقى من في البلاد من يوفق في مسائل معينة، وفارس ضمانة شعبية لهذه المنطقة المتنوعة التي تعاني الحرمان”.
وعن مكاتب ومؤسسات فارس الخدماتية قال عطية:
فيما يتعلق بمكاتبنا ومؤسساتنا ومستوصفاتنا، سيكون هناك زيادة في الخدمات وفي الموازنة ومكتبنا دائماً سيكون في خدمة أهالي عكار واهتمامنا سيكون معززاً أكثر بالقضايا الاجتماعية والإنمائية والإنسانية، إضافة إلى عمل اللجان القطاعية واللجان الإنمائية الخدماتية ستنشط أكثر من السابق”.
كما أعلن عطية وقف عمل الماكينة الانتخابية في مكتب عصام فارس منذ هذه الساعة، انسجاماً مع الموقف الحيادي الذي أعلنه فارس من الانتخابات. وشكر كل كوادر وشباب الماكينة الذين بذلوا جهوداً كبيرة ووجه إليهم تحية فارس ووعده لهم بالوقوف دائماً إلى جانبهم لأنهم الأساس.
أضاف عطية: “كما تمنى فارس على الحريري، وكان نفس التمني على أقطاب المعارضة، اختيار نوعيات جيدة تمثل عكار في الندوة البرلمانية، ويكون لديها تمثيلها الاجتماعي والشعبي اللائق والمطلوب”.
ورداً على سؤال قال عطية:
“الجميع يعرف أن العماد عون طرح على فارس تشكيل لائحة في منطقة الأشرفية، إضافة إلى موقف الحريري من فارس المنفتح والمنسجم إلى أقصى حد. كما أن فارس لم يتدخل في أسماء تشكيل اللائحة، وقال للحريري بكل صراحة: أنا لست حليفك، ولست خصمك، أنت صديق أكثر من حليف.
وعن احتمالات عودة فارس إلى لبنان قال عطية:
“طلب الرئيس فارس تجهيز جميع “فلله، ومضيافاته وبيوته” تحضيراً لمجيئه فترة الأعياد، أي ما بعد انتهاء مدة الترشح. وهذا يعني أن عودة فارس إلى لبنان مؤكدة بنسبة 95%”.
وعن احتمالات أن يكون فارس “شيخ الصلح” لتشكيل لائحة ائتلافية تجنب عكار معركة قاسية أجاب عطية: “نتمنى أن تكون الانتخابات ديمقراطية وتمارس بحرية والجميع يعلم أن فارس لديه أيادي بيضاء في كل عكار، والجميع من موالاة ومعارضة سيشكلون لوائح تكون بالمستوى المطلوب ولن يتدخل بها فارس أبداً”.
ردود فعل
ما إن أعلن عطية عن موقفه في حضور الهيئات والفعاليات ورؤساء البلديات والمخاتير حتى ثمن الجميع الموقف الجرئ الذي أعلنه نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ورأوا فيه موقف المرجعية والقيادة الحكيمة والضمانة الوطنية ليس لعكار وحسب وإنما لكل لبنان.
وأعرت الفاعليات العكارية عن تأكيدها أن تيار عصام فارس وحالته الإنمائية في عكار هي أكبر بكثير من مركز نيابي، كما أعربوا عن ارتياحهم لقرار فارس في استمرار العمل الخدماتي والإنمائي والإنساني الشامل في مكاتبه في حلبا ومؤسساته معتبرين أن الاستحقاق الانتخابي هو محطة انتخابية عابرة وأن ما قدمه ويقدمه فارس من مشاريع إنمائية تتجاوز قدرة الدولة بكل مؤسساتها، إنما هو عمل استمراري متواصل لا يتصل بأي استحقاق بل هو تحقيق وتجسيد لتطلعات وأهداف فارس التي لأجلها أرسى قواعد مؤسسته ومكاتبه.
وناشدت الفاعليات العكارية فارس العودة إلى لبنان بعيداً عن أي استحقاق انتخابي وأن العكاريين هم بلهفة كبيرة للقاء به، ولإعلان الولاء له، ولأهدافه. معتبرين أن فارس يشكل الضمانة المعنوية والإنمائية والوطنية لكل العكاريين من كل الأطياف وفي جميع المناطق.
لافتات مؤيدة لفارس
ارتفعت في شوارع عكار الرئيسية والفرعية وساحاتها العامة، وفي القرى والبلدات اللافتات المؤيدة التي تشيدبمواقف الرئيس عصام فارس وتدعوه للعودة إلى لبنان وإلى منطقته عكار، وحملت اللافتات تواقيع: أهالي عكار، وأنصار عصام فارس، وتيار عصام فارس، اضافة إلى تواقيع عائلات عكارية وبلديات المنطقة.
وتضمنت اللافتات عبارات الاشادة والولاء أبرزها:
“عصام فارس الضمانة، عصام فارس قرار عكار، عصام فارس ضمير لبنان، مشاريعكم أحيت الأمل شكراً عصام فارس، أعطيتم بدون حساب شكراً عصام فارس، عصام فارس الرمز والمرجعية…”.
وكان مكتب عصام فارس في حلبا قد غص بالوفود من فاعليات عكارية جاءت تستطلع الموقف وتعلن تأييدها لفارس وتعرب عن تقديرها لمواقفه ولعطاءاته اللامحدودة، معتبرة أن فارس هو أكبر من أي منصب نيابي باعتباره المرجعية الوطنية الكبرى على مساحة الوطن والعالم كله.