الرئيسية » أخبار محلية » ندوة حول الموارد المائية في ظلّ التغيّر المناخي
ضمن "فعاليات كرسي عصام فارس" نظّمت دائرة العلوم البيئية في كلية العلوم ومعهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند ندوة حول الموارد المائية في ظلّ التغيّر المناخي تحت عنوان "الموارد المائية كتحدًّ معاصر" وذلك احتفالاً بزيارة العالم الفرنسي البروفسور

ندوة حول الموارد المائية في ظلّ التغيّر المناخي

ضمن “فعاليات كرسي عصام فارس” نظّمت دائرة العلوم البيئية في كلية العلوم ومعهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند ندوة حول الموارد المائية في ظلّ التغيّر المناخي تحت عنوان “الموارد المائية كتحدًّ معاصر” وذلك  احتفالاً بزيارة العالم الفرنسي البروفسور جان جوزيل إلى جامعة البلمند.

حضر الندوة، إلى جانب البروفسور جوزيل، الدكتور فادي قمير، مدير عام وزارة الطاقة والمياه ورئيس التجمّع المتوسّطي لمنظّمات الاحواض، والأستاذ تجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية ورئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية. أدار الندوة الدكتور منال نادر، مدير معهد الدراسات البيئة وأستاذ في دائرة العلوم البيئية في جامعة البلمند.

بعد كلمة ترحيب بالضيوف ألقاها الدكتور نادر، ركّز فيها على أهمية الموارد المائية والمحافظة عليها في ظلّ تغيّر المناخ، حاضر الدكتور قمير عن وضع المياه في لبنان ماضيًا، حاضرًا ومستقبلاً وتحدّث عن الوضع الخطير الذي وصلت إليه موارد البلاد المائية جرّاء سوء الاستعمال وغياب التطوير في البنى التحتية إن من ناحية توزيع المياه أو إعادة تكرير واستعمال المياه المبتذلة وذلك برغم الغنى النسبي بالمياه الذي يُعرف به لبنان

وشدّد على وجوب التسريع بإقرار القوانين وتنفيذ المشاريع التي تمّت دراستها خاصّة وأن بوادر تغيّر المناخ في العالم بدأت تترجم في لبنان بشتاء قصير، وأمطار غزيرة وسريعة، وبقلّة في تساقط الثلوج، حتّى أن الثلج الأزليّ الذي يشتهر به لبنان على مدار السنة أصبح يختفي في نهاية الصيف. وركّز الدكتور قمير في نهاية حديثه على أهمية التعليم والتثقيف لكافة شرائح المجتمع اللبناني منوّهًا بدور الجامعات في هذا المجال ومتمنّيًا عليها المضي في إقامة حلقات مماثلة ونشاطات بغية توعية المجتمع على أهمية ترشيد استعمال هذه الثروة التي لا تعوّض.

ثم تناول الأستاذ نجيب صعب في محاضرته حال المياه في العالم العربي حيث عرض تفاصيل التقرير الذي أعدّه المنتدى العربي للبيئة والتنمية والذي يتوقّع مستقبلاً سيئًا لأغلب البلاد العربية من حيث قدرتها على الاكتفاء بالمياه. فالوضع الصعب أصلاً في البلاد العربية المعروفة بمناخها الصحراوي، سوف يزداد صعوبة مع التغيّر المناخي. وأكّد على ضرورة الوعي لخطورة الوضع وتغيير الكثير من العادات التي تؤدي إلى خسارة موارد مائية هامّة. فالزراعة مثلاً تستحوذ على 85% من الموارد المائية المستعملة في العالم العربي وهي زراعة في أغلبها غير مدروسة، تحتاج إلى ترشيد كبير. ودعا صعب إلى وضع تسعيرة على استعمال الموارد المائيّة من ضمن الخطوات الفعّالة الضروريّة لترشيد استعمال المياه، كما دعا الدول العربية إلى التشدّد في وضع القوانين وتطبيقها في مجال تكرير المياه المبتذلة وإعادة استعمالها وأن تحذو حذو اليابان التي تستعمل المياه المبتذلة المكرّرة 10 مرّات قبل أن تلقيها في البحر.

وأخيرًا، تحدّث البروفسور جوزيل حيث برهن من خلال الدراسات أن التغيّر المناخي هو اليوم أمر واقع وأن حرارة الأرض ترتفع دون أدنى شك. وشدّد على أن هذه الظاهرة سوف تستمر لعشرات السنين حتى لو تصوّرنا أنه بالإمكان وقف إنبعاث الغازات الدفيئة اليوم وهو شيء مستحيل. لذلك فالأهم حاليًا هو توعية المجتمعات على هذه الحقيقة، والعمل على الحد من إنبعاث الغازات الدفيئة حتى يتمكّن العالم من تثبيت الارتفاع إلى أقلّ من درجتين مئويتين خلال هذا القرن. وركّز على ضرورة الحد من انتاج ثاني أوكسيد الكربون خلال الأعوام العشرة المقبلة والتي تعتبر العقد الفاصل للتمكّن من عمل أي شيء للحؤول دون  وقوع الكارثة مع ارتفاع الحرارة أكثر من 3 درجات مئويّة.

وتطرّق البروفسور جوزيل لوضع المياه في العالم في ظل هذا التغيّر في مناخ الأرض وحذّر من أن هذه الثروة مهدّدة بشكل كبير مع ذوبان الجليد الأزلي القطبي وارتفاع مستوى مياه البحار. ودعا جوزيل في ختام محاضرته إلى البحث بجدّية عن مصادر بديلة للطاقة، خاصة في لبنان الذي يمكنه الاتكال على الطاقة الشمسية والهواء والمياه لتوليد الطاقة وكذلك الحال بالنسبة  للدول العربية.

بعد المحاضرات جرت مناقشة عامّة تطرّق فيها الحاضرون للمواضيع التي طرحت ودعوا الحكومات لإيلاء موضوع التغيّر المناخي الأهمية القصوى لما لهذا الأمر من تأثير على مستقبل الإنسانية جمعاء، وشدّدوا على أن كلّ دولة لها دور في محاربة الارتفاع الحراري مهما كانت صغيرة لأن نتائج هذا الارتفاع لن يفرّق بين دولة وأخرى. وطالب المجتمعون الدول الصناعيّة الكبرى مساعدة الدول الصغيرة في سعيها للعب دور فعّال على كافة المستويات للحؤول دون وقوع ما يتوقّعه العلماء إذا استمر ارتفاع حرارة الأرض في الاعوام القادمة.

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *